رُعونة شباب 

عامر شاب في العشرينات من عمره… يعمل في إحدى المؤسسات… راتبه جيد وسيارته جديدة تجذب الأنظار…

بعد دوام العمل يذهب عامر إلى أحد المطاعم ليتناول طعامه… وفي الليل  يمضي وقته في أحد الملاهي…

لا ينتبه لصلاة أو صيام… ثم عندما يعود إلى بيته حيث تنتظره والدته -وهو وحيدها- لا يلتفت إليها ولا إلى حاجاتها…

تنصحه والدته بأن يترك ما هو عليه من الحرام… لكن قلبه منصرف عن صوت أمه ونصحها… بل وحدّثها أكثر من مرة أن تنزع حجابها عن رأسها حتى يستطيع أن يخرج معها ويعرّفها على أصدقائه…

الذئاب كثر والنعاج أكثر

سارة جارة أم عامر… شابة صغيرة…لم تبلغ العشرين من عمرها… أحبت عامرًا بصمت… هي لا تدعه يلاحظ شغفها به… لكنها تزور والدته باستمرار وتخدمها وتنظر في طلباتها…

في إحدى الأيام كانت سارة عند أم عامر وأتى عامر إلى البيت… لاحظ جمالها… وأراد بها سوءًا… وواعدها في إحدى الأماكن… واستجابت له…وكان ما كان…

هذه القصة حصلت وتحصل…  فالذئاب كثر… والنعاج أكثر…

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمِخيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ مِنْ أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لهُ” رواه الطبراني.

هل يفكر الشباب بمعنى هذا الحديث يا ترى؟

هذا إن كان هذا الحديث قد وصل لأسماعهم… وإن وصل… كيف كان تأثيره عليهم…

إن كانت المصافحة للمرأة الأجنبية حرام فما بالك بما هو أكثر من ذلك…

التربية على الأخلاق الإسلامية هي حل رئيس للمشاكل الاجتماعية التي ظهرت بكثرة في أيامنا هذه…

في بعض المدارس تسمع وترى ما لا تحب ولا ترضى… وفي الشوارع قرب بعض الجامعات ترى العجائب والغرائب… وكأن بعض المدارس والجامعات تعوّد طلابها على التفلّت من عاداتنا الطيبة…

لا تستصغروا أمر بعض العادات التي نشأت حديثًا… يرحّب بعضهم ببعضهم بقبلة أو بما هو أكثر… من أين اكتسب مجتمعنا هذه العادات… هل تدرون أن التساهل  في هذه الأمور قد يؤدي إلى ما هو أخطر وأصعب…

رُوي لي أنه في  إحدى المدارس صُدِمُوا بوجود أربع طالبات حوامل!!!… 

بعض المسلسلات التي يشاهدها الناس كانت عامل تشجيع لبعضهم لتقليد ما يرون أمامهم… فالتهاون بأمر العلاقات المحرمة اكتسبوه وتعودوا عليه من المشاهدات التي يرونها أمامهم…

وهناك سبب آخر وهو قلة المتابعة من الأهل… يرون أمامهم النار تكاد تشتعل ولا يبالون… يرون ابنهم أو ابنتهم في الضياع ولا يفعلون شيئًا… هم منشغلون بتأمين لقمة الخبز لهم… ولكن لو يدرون أي حفرة يقع بها ولدهم وهم غافلون…

أخي… هل تحتاج لصدمة كي تستفيق؟!

هل تحتاج يا أخي لصدمة حتى تهتم بأهلك… هذه الأسرة أمانة عندك…لا يكفي أن تقدم لهم الطعام والشراب والثياب… هم بحاجة للرعاية… انتبه لأبنائك وبناتك… انتبه لزوجتك… أنت لا تدري ما قد يفعلونه في غفلتك…

التربية السليمة على ما تعلمناه من شرعنا العظيم هي الحل… نحن نعلم وندل على الخير الذي علّمنا إياه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم… وبعد القيام بما هو مطلوب منا نسأل الله التوفيق… فالمُوَفَّقُ هو من وَفَّقَهُ الله…

اسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثَهما الشيطانُ” رواه الترمذي.

لو نتدبر معنى هذا الحديث… ثم نعمل على نشره في مجتمعاتنا التي كثر فيها التساهل… فكم من مصائب حصلت لأن فلانًا كان مع فلانة بمفردهما في مكتب أو مصعد أو في منزل… أو غير ذلك…

ينبغي أن نعيد لمجتمعاتنا عاداتنا الطيبة التي تعلّمناها من شرعنا الحنيف…الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية خطرها شديد… بعض الغافلين يزيِّنون للشباب والشابات ما نشاهده اليوم في بعض المجتمعات من استهتار وعدم التزام بالقواعد الشرعية… وماذا تكون النتيجة… ارتكاب للمحرمات دون تفكير بالعواقب…

كم من حوادث قتل حصلت نتيجة حمل دون زواج… كم من  بيوت تَفَكَّكَتْ بسبب علاقات فاسدة قام بها أحد الزوجين أو كلاهما…

لذة الحرام

لا تدوم

لذة الحرام لا تدوم… الرسول صلى الله عليه وسلم علّمنا الحق والصواب… أرشدنا إلى الطريق التي إن سلكناها نكسب إن شاء الله السعادة في الدنيا والآخرة… لنبتعد عن الحرام… ولنتق الله في تصرفاتنا… اغتنموا فرصة حياتكم بفعل الطاعات واجتناب الــمحــرمــات… الـــزواج مـؤســـســة للخير… يا شباب من استطاع منكم الزواج فليتزوج… ومن لم يستطع فليصبر… لا تلجأ للحرام لترضي شهوة النفس… الذنب يجلب العار… لذّات الدنيا كلها إلى زوال…والسعادة في الآخرة لا تزول… والعاقل من يختار ما يبقى ويتجنب الحرام الذي مهما أفرح بعض النفوس الضعيفة… فهو فرح زائل… الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف والالتزام بالخير فيهما النجاة… نسأل الله السلامة والأمان في الدنيا والآخرة…

أخواتنا وبناتنا أمانة ينبغي حسن الاهتمام بهن… كذلك الأبناء والإخوة… ينبغي الاعتناء بهم وتعليمهم الخير والصواب… نسأل الله التوفيق… فالمُوَفَّقُ من وَفَّقَهُ الله…█