في صيف عام 1992انطلقَت شعلةُ مجلة “منار الهدى” وانبَثَق نور هذه المؤسسة المستنيرة التي تصْدُر عن المكتب الإعلامي في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في وقت كانت المؤسسات “المشاريعية” تُبنى مؤسسة تِلْوَ مؤسسة ويرتَفِعُ بُنيانُها شامخًا ونورُها ساطعًا.

منذ البداية أردناها أن تكون منارة لكلمة الحق والخير والنفع العام، ومَعلمًا من معالم التوجيه الديني السليم، ووسيلةً لنشر الثقافة المستنيرة، وخِدمة الإنسان والأسرة والمجتمع والوطن والأُمة.

ولأن “منار الهدى” منار “المشاريع” فمن الطبيعي أن تكون أهدافها مُنْبَثِقَة من أهداف هذه الجمعية الرائدة. وفي مقدمة تلك الأهداف نشر العلم الديني بالحكمة والموعظة الحَسَنة، ومحاربة التطرُف والغُلُو في الدين بالعلم والبيان، وتنقية المجتمع من الآفات والبِدَع السيئة والأباطيل الشائعة. ولأن الشباب عِمادُ الوطن فقد خَصَّصْنَا للشباب والشابات حيزًا من الاهتمامِ لإفادتهم والاستفادة من طاقاتهم.

وكذلك أَوْلَيْنا العلومَ العصرِيةَ الأكاديمية النافعة اهتمامنا، وللمرأة حِصَّةٌ في مجلتِنا فهي جزء من مجتمعنا. ولم نَغْفُلْ عن الاهتمامِ بالشؤُون الصِّحية والبيئِية ونَشْرِ ثقافة الوقاية والمعرفة في الأوساط الاجتماعية، والتصدي للمشاكل المتعددة كالمخدرات والخلافات الزوجية والأُسرية. وللأنشطة الثقافية والتربوية والاجتماعية والرياضية والكشفية والترفيهية ونحوها مكان كبير في صفحاتنا. وكذلك خَصَّصْنا للأطفال والناشئة مُلْحَقًا “فرحي” ليكون فرحًا لهم ويَنْبُوعَ معرفة ومنبرًا لهم يُحَاكي نُمُوَّهم وفِكْرَهم.

باختصار “منار الهدى” عنوان مضيء لمجلة إسلامية ثقافية اجتماعية منوعة. هذه أهدافنا وهذا نهجنا، وهذا هو الدور الذي نمارسه بمحبة وشَغَف، وكلنا عزم بمشيئة الله أن نتقدم وأن نُجَدِّدَ في الأسلوب والمبنى، وأن نكون عند حُسْنِ ظنِ القارِئ وأملِه مِنَّا.

وكما كنا عام 1992 كذلك نحن في عامنا الحاليّ مُتَطَلِّعون نحوَ الأحسن ومُتَوَثِّبُون نحو الرُقِيِّ في الأَدَاء الإعلامي بإذن الله رب العالمين.