الإسلام هذا الدين العظيم الذي تزخر تعاليمه بالفضائل ومكارم الأخلاق من الصدق والأمانة وحب الخير للغير ورعاية الأيتام والإحسان للمساكين والأسرى قال الله تعالى:
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9)﴾ سورة الإنسان، لم يسلم من التشويش ومحاولات التلويث منذ مئات السنين، ومن أخطر ما نواجهه اليوم في بقاع شتى من الأرض التطرف والإرهاب البغيض المتستر باسم الإسلام. 

التطرف الذي نشهده هذه الأيام هو فكر هدام قائم على التكفير الشمولي والذي لا يرى أصحابه على وجه الأرض من مسلم سواهم، ويعتبر مدخلًا لفظائع الإرهاب الذميم من ذبح وحرق وغيره… وهذا الانحراف الفكري ليس بجديد إنما تسلل إلى جسد الأمة منذ عصور، ليثخن أتباعه هذا الجسد بالجراح النازفة في مصر والجزائر وغيرهما…

هذا التطرف الأسود الجاثم على صدر الأمة والذي نكل وينكل أتباعه برجالها ونسائها وأطفالها دون وازع أو رادع زاعمين زورًا وبهتانًا أنهم يسعون لنشر تعاليم الإسلام وإعادة الإسلام إلى نقائه إنما هم فتنة وبلاء وفي حالهم مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “تأتي على الناس سنوات جدعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيهم الرُّوَيْبِضَةُ قيل: يا رسول الله وما الرُّوَيْبِضَةُ؟  قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة” رواه الحاكم.

هؤلاء المتطرفون سمتهم الغالبة الجهل واتباع هوى النفس فإن أقاويلهم وفتاويهم المزعومة ما أنزل الله بها من سلطان، وأي نشر لتعاليم الإسلام يدعون!!! فإن أي مراقب مخلص ينظر إلى نتائج وارتدادات أعمالهم يتضح له حجم الوبال الذي ألحقته هذه الفئات بصورة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فكيف ستنتشر تعاليم الإسلام وقد ألصق هؤلاء المنحرفون صور قتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء باسم الإسلام، حتى بتنا نشهد وبشكل غير مسبوق تزايدًا مطردًا في الاعتداءات على المسلمين والمسلمات والمساجد وعلى كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وانتشر بين العديد من الناس تسمية “الإسلام فوبيا” وهو الخوف من الإسلام والمسلمين الذي غذته وحرضت عليه الحركات العنصرية والمتطرفة في الجهة المقابلة ليكون في المحصلة الإسلام الحقيقي المعتدل هو المستهدف من الطرفين الحاقدين.

في الختام إن مكافحة التطرف وكشف المتسترين باسم الدين هي مسؤولية عظيمة لتنقية الجسد من هذه الغدة السرطانية التي تفتك بالجسد وتوهنه، وهـذه الـمـسـؤولـيـة تـقـتـضـي إظـهـار الصورة الحقيقية والمشرقة للإسلام والمسلمين، فالأخلاق الإسلامية التي حثنا عليها ديننا العظيم من صدق وأمانة وحلم وكرم وإحسان وحسن معاملة لطالما كانت مفتاحًا ذهبيًا للقلوب والعقول وسبيلًا واسعًا لنشر تعاليم الإسلام.█