قال الإمام المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله تعالى رحمة واسعة: 

الحمد لله ربّ العالمين، صلوات الله البرّ الرَّحيم، والملائكة المقرَّبين على سيدنا محمد أشرف المرسلين، وعلى آله وجميع إخوانه الأنبياء والمرسلين وسلّم. 

أما بعد فقد قال الله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) سورة الكهف، هذه الآية فيها الأمر بالإخلاص وترك الرياء، والرياء هو أن يعمل الإنسان عمل خير ليحمده الناس، فأيّ عمل من أعمال الدين إذا كان الشخص يقصد به محمدة الناس ليس له فيه شىء من الثواب بل عليه ذنب كبير، إنما يقبل الله ما خلص من عمل العبد لله، حتى إن المجاهد في سبيل الله إذا قصد مدح الناس له والأجر ليس له شىء من الأجر، هكذا جاء في حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوصيكم يا إخواننا ونفسي بتقوى الله بإخلاص العمل لله، لا يقصد أحد بعمله الذي يعمله من أعمال الخير مدح الناس وتعظيمهم له واحترامهم له في المجالس، وأوصيكم بمحبة الخير لغيركم كما تحبون لأنفسكم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يبلغُ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتّى يُحبَّ للناسِ ما يحبُّ لنفسِهِ من الخيرِ” رواه ابن حبان.█