قال المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله رحمة واسعة: 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه من النبيين، وعلى آله وصحبه الطاهرين. 

أما بعد فقد ورد في الحديث: “إنَّ البلايا أسرَعُ إلى من يُحبّني من السَّيل إلى مُنتهاهُ” -رواه ابن حبان-، معناه الذي يحب الرسول محبة كاملة بلاؤه يكون شديدًا ليناسب علو درجته. المؤمن الذي يحبه الله يحفظ له دينه ويبتليه في الدنيا كثيرًا، يبتليه في ماله يأتي ظالم يتسلَّط له على ماله أحيانًا. ويُبتلى في صحته، تصيبه أمراض، سيدنا أيوب مرض ثمانية عشر عامًا لزم الفراش، ولم يخرج منه الدود كما يفتري البعض، صبر ولم يعترض على الله.

سيدنا زكريا نشره الكفار بالمنشار، وسيدنا يحيى ذبحه الكفار، وسيدنا يوسف حُبِس سبع سنوات،الأنبياء كرماء على الله ليسوا هيّنين، ومع ذلك الله يبتليهم لترتفع درجاتهم، ورد في الحديث الصحيح: “أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ثم الأمثلُ فالأمثلُ يُبتلى الرجلُ على حسب دينه” وفي الحديث الصحيح: “إن عبادَ الله يُشدَّدُ عليهم” يعني الصالحين، وفي حديث آخر: “لا يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ في نفسه وأهله وماله حتّى يَلقَى الله وليسَ عليهِ خطيئة”، وقال صلى الله عليه وسلم: “ما يُصيبُ المسلمَ من نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حُزْنٍ، حتى الشوكةِ يُشَاكُها إلا كَفَّر الله بها من خَطاياه” والنصب التعب، والوصب المرض.█