اليوم عزيزاتي سيدات البيوت الرائعات وأمهات هذا الجيل سأخاطبكنَّ هنا وأزواجكن، بداية… أبناؤنا وبناتنا وكما يقولون فلذات أكبادنا هم بحاجة لعطفنا ولحناننا، يحتاجون منا أن نتقرب إليهم، نغوص في مشاكلهم، نحاول أن نستشفَّ منهم عن أمورهم، بماذا يمرّون؟ ممَّ يعانون؟ وكيف يتصرفون؟ خاصة في فترة المراهقة، أسئلة سنحاول هذه المرة أن نلقي الضوء على أجوبتها. 

ماذا تبني مع أبنائك؟

هذه المرحلة مهمة كثيرًا في بناء شخصياتهم، فهم يبحثون عما يفيدهم ويبدّد قلقهم، فكن أيها الأب المربي، وأنت أيتها الأم الحنون مصدرًا للفائدة لهم، لتبديد هذا القلق، حاولا أن تُقَرِّبا أولادكما منكما، حاول أيها الأب الفاضل أن تتقرّب من ابنك، كيف؟ سأقول لك: اجعل هذا بالكلمة الطيبة، بالابتسامة الصادقة، كن له عونًا على الصّعاب، جاوره، استمع لآرائه، امنحه الأمان، وبدّد خوفه منك من غير إسقاط الحشمة والهيبة، صادقه، اجعله يشعر أنه مهم، وأن أفكاره مسموعة عندك وتلقى الاهتمام منك، انتبه لكل هذه الأمور، فأنت تبني مع أبنائك شخصياتهم..

بالحزم أو باللّين؟

قرأتُ مرة كلمات أعجبتني تقول: ينبغي لنا أن نكون أكثر موضوعيّة، ونعلّم أولادنا النقاش المتساوي الأطراف، المعتمد على الحجة والدليل.

المراهقون يحبّون أن يكون لوالديهم تأثير جيد عليهم، ليس بإعطاء الأوامر فقط، بل بالتقرب إليهم، ومشاركتهم حتى في اللعب إن أمكن، وفي التّنزّه، ومناقشة المواضيع. وأذكّر بأنّ الوعيد المستمر خوفًا عليهم من المشكلات قد يسبّب لهم النفور والملل، اذكر لهم أيها الوالد الكريم الأشياء المضرّة التي قد تسبّبها بعض التصرّفات، وأفهمهم هذا مثلًا من خلال قصص وتجارب مرّت مع بعض الناس فكانت العاقبة الندم والحسرة فتجعل من هذا قصة يستفيدون منها وعبرة يعتبرون بها، فيرونك صاحب خبرة وحكمة، فيتقبلون نصيحتك ويستمعون إليك.

رمضان الخير

بما أننا في الشهر الفضيل، رمضان الخير، فستكون النصائح عنه..

رمضان شهر الخير والبركات، وشهر الطاعة والنّفحات، نُسرُّ لقدومه فهو أفضل الشهور، وفضله بين المسلمين مشهور، فيا سيدة البيت لقدومه تحضّري، ولإفطاره وسحوره حضّري، ونظّمي عملك بشكل صحيح، ليهنأ كل من في البيت ويستريح، يا سلام… ليس من يجمع الأسرة على الطعام، إلا رمضان الكريم في كل عام، فتتآلف فيه القلوب الجافية، وتُشفى جراحاتها وتغدو صافية، لذلك سأهمس لك ببعض الكلمات، وأشير عليك بهذه الاقتراحات..

“ريحي راسك”

قبل قدوم رمضان ببضعة أيام، ما رأيك أن تحضّري لائحة الطّعام، وبأن تبتاعي معظم الحاجيات، كي تحفظيها في الخزائن والثّلاجات، واشتري المواد الغذائية من أرز وعدس وتوابل شهيّة، حتى لا تحتاجي للتسوق أثناء الصّيام، فالأولى صرف هذا الوقت بالطاعة طيلة الأيام، صحيح أنه في كل الأيام مفروضة علينا الواجبات، إلا أنه في شهر الصيام تُقبِل النفس أكثر على المبرات وفعل الطّاعات، وكثيرٌ من الناس فيه عن المعاصي يبتعدون، ولكن للأسف بعضهم إليها بعد رمضان يعودون.

الله يحفظنا ويحفظكم من الآثام والذنوب ويثبّتنا على الطاعات، نستغفره وإليه نتوب..

عليكم بالتمر على مدار الشهر

اجعلي طبق التمر على سفرة الطعام حاضرًا على الدوام، ودعي أفراد أسرتك عليه يفطرون، أو على الطهور العذب إفطارهم يكون، فحاولي بقدر الإمكان اجتناب المعجنات، وحضّري الشوربات والسلطات، فإنها على المعدة طريّة وهضمها سريع وهي لذيذة وهنيّة، ونوّعي يومًا بسلق اللحم مع الخضار، ويومًا مشويًا على النار، وقلّلي من المقليات، خصوصًا لذوي الأمراض والعلّات، ويا أفراد الأسرة، لا تجعلوا للتّخمة طريقًا إليكم، بل اتركوا الطّعام بعد الإحساس بأنكم اكتفيتم، اتّباعًا للمقولة الشهيرة: “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع”.

ماذا بعد الإفطار؟

أخواتي، بعد انتهائكن من الإفطار بعدّة ساعات، وبعد أداء الصلوات والواجبات، لا بأس بتناول القليل من الحلويات، لأن الجسم أثناء الصّيام ينخفض فيه معدل السكريات، ولا ضرر من تناول حبات الفواكه الطازجات، وبالتأكيد، نأكل من غير إفراط.

أرجوكم تسحّروا

أما عن وجبة السحور، فقد حثّنا على تناولها سيّدنا النبي الرسول، فقال عليه الصلاة والسلام: “تسحّروا فإن في السحور بركة” رواه ابن حبان، فاعملوا بسنة الرسول العظيم، فإن قوله من خير الكلام، أعاده الله عليكم بالخير والسلام، وإلى اللقاء في عدد آخر يا كرام… █