إذا كنت تريد أن تحافظ على صحتك، ننصح بشدة أن تنفق 90% من ميزانيّة طعامك على الأغذية الكاملة والطبيعيّة، واجعل فقط 10% على الأطعمة المصنّعة. ولكن وللأسف فإن شريحة كبيرة من الناس حاليًّا يقومون بعكس ذلك، مما يؤدّي إلى تدهور صحتهم.
كلّما كان الطعام طبيعيًا وبعيدًا عن التصنيع كان أفضل لصحّتك في معظم الحالات لأن مصطلح “الأغذية المصنّعة” يشير إلى تلك التي تتم معالجتها كيميائيًّا، وهي مصنوعة من المحتويات المكررة والمواد الحافظة.
إذا تفكرنا لمدة دقيقة وقارنّا بين صحّة أجدادنا وصحتنا حاليًا لوجدنا أنه كلما تقدّم الزمان وكثرت الصناعات الغذائيّة كانت الأمراض من سمنة وسكري وسرطان وغيرها في ازدياد، رغم الترويج للمنتجات التي يطلق عليها “صحي” مثل الحليب الخالي من الدسم ومشتقاته والسكر الاصطناعي وغيرها آلاف!
لمَ تُلام الأغذية المصنّعة على ازدياد معدلات الأمراض المزمنة والخبيثة وزيادة الوزن في جميع أنحاء العالم في الزمن الحديث؟
سنجيب على هذا السؤال من خلال ذكر ثمانية أسباب. وفي هذا المقال نتحدث عن أربعة منها ونترك الأربعة الأخرى للعدد القادم اعتمادًا على بعض الأبحاث الحديثة.
- الطعام المصنّع مليء بالسكر المكرّر
قبل الخوض بالكلام عن السكر المكرر والمعالج، فلنأخذ فكرة عن السكر غير المكرر وغير المعالج. خلق الله السكر على شكل سكر القصب وسكر الشمندر. عندما نحلّل جزيئات هذه المواد نجدها ذات قيمة غذائية، فإن كلّا منها تحتوي على العناصر والمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمنا لهضم وحرق كل جزيئة. فلا بأس باستعمال السكر غير المكرر وغير المعالج إن كان باعتدال.
أما السكر المكرر فهو سكر القصب أو سكر الشمندر الذي تمت معالجته في المصانع الغذائية بإزالة لونه الداكن وبالتالي كلّ المعادن والقيم الغذائية. ولا يخفى أن هذه العملية أي التكرير أو المعالجة تحتاج إلى مواد كيماوية غير طبيعية…
إنّ الإفراط في استهلاك السكر الأبيض المكرر والمعالج يسبب الكثير من المشاكل الصحية مثل زيادة الوزن، مقاومة الإنسولين “Insulin Resistance”، ارتفاع الدهنيات في الدم، أمراض القلب والشرايين، السرطان، ضعف الجهاز المناعي وغيره.
أين نجد السكر المكرر أو المعالج؟
تتوفر كمية هائلة في الحلويات العربية والغربية، البوظة، عصير الفاكهة المعلب، المشروبات الغازية، الأشربة المركزة -الصوص-، المخبوزات.
ما هي الأسماء التي نجدها على البطاقة الغذائيّة؟
سكر – دكسترين – دكستروز – مركز عصير الفاكهة – “Malt syrup” “Maltose” “Maple syrup”.
وإليكم الشكل الأخطر للسكر وهو شراب الذرة عالي الفركتوز ” High Fructose Corn Syrup”.
لمَ هو بهذا الضرر؟
أولًا لأنّه ليس سكرًا طبيعيًا، وثانيًا لأنّه يزيد من رغبة تناول الطعام والأهم أنّه يدخل مباشرة إلى الكبد مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تخزين الدهون في الكبد وبالتالي يظهر عند الإنسان ما يسمّى بالكبد الدهني أو “Fatty Liver”.
- الأغذية المصنعة تحفّز على الإكثار من الطعام
إنّ من وظائف الدماغ الطبيعيّة التحكم بالشهيّة والطاقة التي يحتاجها الجسم. وللأسف تمكن مصنّعو الأغذية من تجاوز هذا النظام لخداع الدماغ عبر الاستبدال ببعض الموادّ أملاحًا مصنّعة تفي بالغرض كي يزداد ربحهم المادّي.
أما بالنسبة للأملاح فحريّ بنا ذكر الأهم والأخطر وهو: “غلوتامات أحادي الصوديوم” أو “Monosodium Glutamate” أو E621. الغلوتامات أحادي الصوديوم هي مادّة كيميائيّة مصنّعة تضاف إلى المأكولات والمنتجات الغذائيّة لتحسين الإحساس بالطعم أو زيادة حدّة الطعم الذي يكون قد تأثّر بفعل الحرارة، أو لتغطية تأثّر الطَّعم بفعل مرور الوقت ليتوَهم المستهلك أن المنتج جديد. أمّا المخاطر الأبرز الناتجة عن الـ E621 فهي متعلقة بالجهاز العصبي كفقدان الإحساس ببعض المناطق في الجسم مثل أسفل العنق والظهر واليدين كما أنه يكبح الشعور بالشبع مما يسبّب في أغلب الأحيان الرغبة في الأكل المتواصل ويؤدّي ذلك إلى زيادة الوزن. يكثر وجود هذه المادة في الوجبات السريعة والتشيبس والبسكويت المملح والوجبات الجاهزة ومكعبات المرق والنودلز والشوربات الجاهزة والطعام الصيني وغيره.
كيف نميّزه في المنتجات المختلفة التي في الأسواق؟
Glutamate monosodium – Monosodium glutamate–E621 – Ajinomoto – MSG – GMS – Yeast Extract– Hydrolyzed- Vegetable Protein Textured – Protein Vegetable.
- الأغذية المصنعة تحتوي على محتويات اصطناعيّة غريبة عن الجسم
تحتوي هذه المنتجات المصنّعة على عشرات من المواد الكيميائية التي ليست أبدًا “طعامًا”. وهي تتضمن: المواد الحافظة والألوان الاصطناعيّة والنكهات الاصطناعيّة ومعززات النكهة “قد تكون أكثر من واحدة” والمقوّمات -وهي مواد تعطي قوامًا للمنتج- يشار إليها في كثير من المنتجات بحرف “E” أو “إي”.
إن المصانع الغذائية تزعم بأن هذه المواد آمنة الاستهلاك ولا تشكّل أي ضرر على الصحة. ولكن الكثير من الأبحاث والمعاينات الطبيّة للمرضى تثبت عكس ذلك. يرتبط استهلاك المواد الحافظة بحالات السرطان، الحساسية، بالإضافة إلى تأثير بعضها على الجهاز العصبيّ في الدماغ مما يؤدي إلى خلل في التصرفات ومن هذه المواد الحافظة ما هو قاتل وإن استخدم بكميات قليلة لا تجاوز الـ 5 غرام مثل Tertiary Butylhydroquinone “TBHQ”.
ولقد تطرّقنا في عدد سابق، وهو عدد الألوان، للملوّنات الغذائية بالتفصيل. يمكنكم مراجعته لمعرفة معلومات مفصّلة أكثر عن هذه المواد وآثارها على الإنسان.
- الإدمان على الوجبات غير الصحية “Junk Food” و”Fast Food“
تحتوي هذه الوجبات مثل التشيبس ودهن الشوكولاتة على النشويات المكررة والدهون الرديئة والمواد الكيميائيّة الاصطناعيّة. فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن استهلاك هذه الوجبات يغيّر نظام إفراز الهرمونات في الجسم، خصوصًا هرمون الغرلين “Ghrelin”، الذي يعمل على زيادة الشهيّة لتناولها ويخفّف حرق الدهون ويولد الشعور بالإدمان، فقد أظهرت دراسات عديدة أن لهذه المأكولات تأثيرًا على الدماغ يشبه تأثير الهيرويين والمورفين بسبب الشعور بالسعادة جرّاء استهلاكها! وأما نقص السكر فيجعل المستهلك عصبيًا وأقلّ تركيزًا. █