ترتبط العلوم ارتباطًا مباشرًا بحياة الإنسان. فإذا تأمّلنا جيّدًا بعض الأحداث التي نصادفها في حياتنا اليوميّة، لوجدنا أنّ عددًا كبيرًا منها يخفي وراءه تفسيرًا علميًّا. أدعوكم إذًا أيّها القرّاء الأعزّاء إلى متابعتي في هذا الباب العلمي الذي يُعْرَضُ فيه في كلّ عدد اكتشافٌ جديدٌ في عالم العلوم، وإجابة علمية على سؤال قد يطرحه أي شخصٍ منكم بالإضافة إلى تجربة بسيطةٍ يمكنكم تنفيذها في المنزل قد تساعدكم على فهم بعض الأمور العلميّة.
وجهة نظر… علمية
السيروتونين… هورمون فرح
لو قيل لك: “حدّثني عن شىءٍ تقوم به يُشْعِرُكَ بفرحٍ”، ماذا سيكون ردّك؟ قد يذكر أحدكم ممارسة الرياضة أو الاسترخاء أو تناول الشوكولا. وقد تعتبرون أعزّائي القرّاء أنّ هذه الأمور كلّها تعطي سعادة لأغلب الناس إذ إنّ هناك اتفاقًا عليها عند كثير من الأشخاص. فهل تساءلتم يومًا عن السبب؟
هل سمعتم قبل الآن بالسيروتونين “serotonin”؟ هي مادّة كيميائيّة يُفرزها الجسم تدخل في خانة الناقل الــعــصــبــي “neurotransmitter” وظيفتها تعديل المزاج والنعاس وعمليّة الهضم وتساعد على تقوية الذاكرة. تربط بعض الدراسات بين انخفاض نسبة السيروتونين في الدم من جهة والكآبة والانهيار العصبيّ وقلّة النوم وأوجاع الرأس وضغط الدم المرتفع من جهة أخرى. ولكن إذا كان تعديل المزاج مُتعلّقًا بنسبة السيروتونين، فما العلاقة بينها وبين الرياضة والشوكولا؟
تتحدّث دراسات عديدة عن إمكانيّة زيادة نسبة السيروتونين في الدم وذلك من خلال الطعام وتمارين بدنيّة مختلفة يمكنكم التعرّف عليها من خلال الجدول التالي.
الطعام |
السبب |
تجنّب النسب الكبيرة من الكافيين |
الكافيين تتعلّق بالسيروتونين فيمنع عملها |
الكاكاو موجود في الشوكولا الأسود بنسب أعلى بكثير من الشوكولا بالحليب |
يحتوي الكاكاو على مادّة الريسفيراترول “resveratrol” التي تزيد من نسبة السيروتونين في الدم |
التمارين البدنية |
السبب |
القيام بتمارين رياضيّة تتناسب مع قدرات كلّ شخص مثل المشي لمدّة تتراوح بين 30 و60 دقيقة يوميًّا |
الرياضة تزيد من نسبة حمض أميني “tryptophan” يساعد على إفراز السيروتونين |
التعرّض لأشعّة الشمس باعتدال |
أشعّة الشمس قد يكون لها تأثير جيد على عمليّة إفراز السيروتونين |
التمارين البدنيّة التي تساعد على الاسترخاء مثل تمارين النفس العميق |
تساعد على تنفيس الكآبة والإرهاق ممّا يسمح بزيادة إفراز السيروتونين |
إذًا يمكنك الآن عند الشعور بالتعب الخروج للمشي صباحًا تحت أشعّة الشمس الدافئة لنصف ساعةٍ من الوقت وتتناول بعدها لوحًا من الشوكولا الأسود وستشعر براحةٍ تُنسيكَ متاعب الأيّام الماضية!
جديد العلوم إلى موظّفي المطابع اشربوا الحليب
قد لا يبدو لك جديدًا أن نتكلّم عن الحليب إذ إن فوائده الصحيّة كثيرة، ولكن أن نتكلّم عن دوره في مكافحة تلوّث المياه، هذا هو الحدث البارز. وجديد هذا العدد بروتينات مُعَدَّلة صناعيًّا تُستعمل في تنظيف المياه من المعادن الثقيلة. ففي دراسة صدرت في تشرين الثاني 2015 ونُشرت في مجلّة النانوتكنولوجي العلميّة “nature nanotechnology” في كانون الأول 2016، كشف الباحثون عن إمكان تحويل بروتينات الحليب إلى ألياف من الأميلوييد “amyloid fiber” ومن ثمّ جمعها مع غشاءٍ كاربونيّ لاستعمالها في إزالة الرصاص والزئبق من المياه. وقد ذكر الباحثون أنّهم تمكّنوا من إزالة حتى 99% من هذه المعادن. واعتمادًا على دراسات مشابهة، نصح بعض الأطباء موظفي المطابع التي يُستعملُ فيها الرصاص بالإكثار من شرب الحليب. وذلك لأن بروتينات الحليب تلتقط المعادن وتساعد على إخراجها من الجسم.
جربها بنفسك اطبخ الصابون بنفسك
كنّا قد تكلّمنا في العدد الماضي عن كيفية استخراج الزيوت العطريّة من الأزهار والنباتات. وفي هذا العدد سنتعرّف إلى أحد استعمالات هذه الزيوت التي يمكنكم تنفيذها أيضًا في المنزل وهي صناعة الصابون المعطّر.
تحتاجون إلى هذه الكميّات لصنع حوالي 12 قطعة صابون:
– 400 غرام زيت زيتون.
– 200 غرام من زبدة الشيا.
– 200 غرام من زيت جوز الهند.
– 50 غرام من زيت الخَرْوَع.
– 112 غرام من الصودا الكاوية.
– 276 غرام من الماء.
– 50 قطرة زيت عطريّ.
– قالب سيليكون مستطيل.
ملاحظة: يمكنكم استعمال أي نوع من الزيوت النباتيّة أو الاكتفاء بنوع واحد فقط. كما يمكنكم استعمال قوالب صغيرة ومختلفة الأشكال للحصول على صابون بأشكال متنوّعة وجميلة.
الاحتياطات
– إن الصودا الكاوية أو هيدروكسيد الصوديوم مادّة كيميائيّة ينبغي الانتباه عند العمل بها، فهي قد تسبّب حروقًا أو تآكلًا لأيّ شىءٍ تقع عليه، كما أنّ الغازات التي تنبعث منها قد تؤدّي إلى ضيقٍ في التنفس. لذا أنصحكم بارتداء قفّازات سميكة لحماية أيديكم ووضع نظّارات لحماية أعينكم وتغطية الأنف والفم بقناع لتجنّب تنشّق الغازات المنبعثة. واحرصوا عند استعمالها على عدم تلويث ثيابكم والمسطحات من حولكم.
– لا تعيدوا استعمال الأواني والأدوات لتحضير الطعام، وإذا أردتم ذلك اغسلوها جيّدًا بالخلّ.
طريقة التحضير:
– اخلطوا الزيوت -دون الزيوت العطريّة- بعضها ببعض في وعاء حتى يصبح الخليط متجانسًا. قد تحتاجون إلى تذويب الزبدة على نارٍ هادئةٍ.
– في وعاءٍ آخر، ضعوا الماء وأضيفوا إليه الصودا الكاوية بهدوء مع التحريك وليس العكس. وذلك لأن إضافة الماء على الصودا قد يؤدّي إلى فوران الخليط وتطاير الصودا.
– انتظروا حتى تذوب الصودا في الماء واتركوا الخليط بضع دقائق قبل استعماله.
– أضيفوا خليط الزيت إلى الماء والصودا وابدؤوا بالتحريك لمدّة 20 دقيقة وذلك باستعمال الخلّاط الآليّ.
– بعد ذلك يتحوّل الخليط إلى ما يشبه الرغوة أو الكريما. أضيفوا عندئذ بعض قطرات الزيت العطريّ.
-يمكنكم في هذه المرحلة أيضًا إضافة القليل من قطرات الملوّنات التي ذكرنا بعضًا منها في عدد الألوان للحصول على صابون بألوان مختلفة.
– اسكبوا الخليط المتماسك في قالب من السيليكون واتركوه ليجفّ لمدّة يومين تقريبًا.
– بعد ذلك، يمكنكم تقطيع القالب إلى قطع صغيرة.
ملاحظة: بعد التقطيع، لا يزال الصابون غير صالح للاستعمال وذلك بسبب الصودا. لذا تحتاجون إلى ترك القطع لمدّة تتراوح بين شهرين وستّة أشهر حتى يصبح الصابون خاليًا من الصودا وصالحًا للاستعمال. █