محمد بن يوسف بن علي بن يوسف ابن حيان النفزي الغرناطي الأندلسي الجياني، الإمام أبو حيان، شيخ النحاة العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف له جَزْر بل مد.
مولده
مولده بمطخشارش وهي مدينة مسورة من أعمال غرناطة في آخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة.
صفته
كان شيخًا حسن النغمة، مليح الوجه، ظاهر اللون مشرَبًا بالحمرة، منوّر الشيبة، كبير اللحية مسترسل الشعر فيها، لم تكن كثّة. عبارته فصيحة بلغة الأندلس، يعقد القاف قريبًا من الكاف على أنه لا ينطق بها في القرءان إلا فصيحة.
رحلته الطويلة في طلب
فنون العلم
نشأ بغرناطة وقرأ بها القراءات والنحو واللغة وجال في بلاد المغرب ثم قدم مصر قبل سنة ثمانين وستمائة، وسمع الكثير سمع بغرناطة الأستاذ أبا جعفر بن الزبير وأبا جعفر بن بشير وأبا جعفر بن الطباع وأبا علي بن أبي الأحوص وغيرهم.
أجاز له جماعة كثيرة في إجازة ابن عبد الحميد الثانية، وحدّث وكتب بخطه وانتقى على بعض شيوخه وكتب العالي والنازل وأخذ القراءات بالحروف على أبي جعفر أحمد بن علي بن الطباع وعبد الحق بن علي الأنصاري، وقرأ “التيسير” على أبي علي الحسين بن أبي الأحوص سنة إحدى وسبعين وستمائة، وأخذ النحو على أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير، ورحل في طلب العلم بالأندلس فسمع بعدة بلاد الأمهات الكبار من الحديث والقراءات والأدب، وكتب عن أدباء الأندلس، ثم رحل عن الأندلس طالبًا للعلم ولأداء فريضة الحج في سنة تسع وسبعين وستمائة فدخل الإسكندرية وقرأ بها القراءات على عبد البصير بن علي المريوطي من أصحاب الصفراوي، ثم سمع بمصر والقاهرة وحج في تلك السنة فسمع بمكة ومنى ثم سافر إلى جدة وسمع بها، ثم ركب البحر إلى عيذاب وكتب بها الآداب، ثم دخل قنى وقوص وسمع بهما، إلى أن دخل القاهرة واستوطنها وقرأ بها القراءات السبعة على أبي الطاهر إسماعيل بن المليجي، وسمع الكتب الستة وغيرها من المسانيد ومن الأجزاء ما لا يعد ومن كتب القراءات والنحو واللغة والآداب.
مصنفاته
صنف التصانيف التي سارت وطارت وانتشرت في البلاد وبين العباد منها: “البحر المحيط في تفسير الكتاب العزيز” و”شرح تسهيل الفوائد” و”عقد اللآلئ في القراءات السبع”، وغير ذلك.
ثناء العلماء عليه
وقال قاضي القضاة تاج الدين السبكي: “أما أستاذنا أبو حيان الأندلسي فهو العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف الجزر بل المد، سيبويه الزمان”.
وفاته
توفي يوم السبت الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة بظاهر القاهرة، وصُلي عليه من الغد ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر، وصُلّي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب في شهر ربيع الآخر رحمه الله تعالى.