يروى أن تاجرًا كان يعمل بالأقمشة، وكان ربحه وفيرًا وقد ذاع صيته بين التجار والموردين، وأصبح يملك معملًا كبيرًا، وازدهرت تجارته حتى صار يستورد من الخارج بضائع ويورّد بضائع. وظلت تكبر تجارته وتتوسع… رُزق بأربعة أولاد ذكور، دفع الغالي والنفيس وسعى لتأمين مستقبل أولاده فكان منهم الطبيب والمهندس والمحامي وخبير المحاسبة…
الاجتماع الفجائي!
في أحد الأيام اجتمع الأخوة الأربعة في منزل الأخ الكبير -وهو الطبيب- بناء على دعوة منه.
كان الهدف من الاجتماع التكلّم مع والدهم بشأن توزيع ثروته فيما بينهم!! ولهذه الغاية قرّروا الذهاب في اليوم التالي للقاء والدهم والتحدث معه بشأن الذي اتفقوا عليه.
في اليوم التالي كانت فرحة والدهم كبيرة لأنه منذ زمن بعيد لم يجتمع بأولاده معًا، فتكلم الأخ الكبير عن سبب الزيارة وما اتفق عليه مع إخوته. نزل الخبر كالصاعقة على الوالد، فبدا الاصفرار على وجهه وسكت برهة من الوقت ثم قال: لماذا لا تنتظرون موتي؟! عندها تقسّمون المال وينال كل واحد منكم حصته، تابع الوالد قائلًا: أما وأنا حي فلن يحصل ذلك أبدًا.
خرج الأخوة وهم غاضبون، واتفقوا على عقد لقاء سريع عند الأخ الأكبر صباح اليوم التالي.
في اليوم المحدد اجتمعوا فبادرهم الأخ الكبير بأنه قرر وضع والده في مأوى للعجزة!
دهش الأخوة من هذه الفكرة وسألوا أخاهم عن الهدف من ذلك، فقال: إذا استطعت وضعه في المأوى فإني أُلزمه بتوقيع ورقة تنازل عن ثروته لنا مقابل إخراجه من المأوى!!!
هنا سألوه: وهل ستنجح في هذا؟!!
قال: أعطوني بعض الوقت وسأخبركم لاحقًا.
بعد فترة وجيزة استطاع الأخ الأكبر أن يضع والده في المأوى بعد حيلة أعدّها مع أشخاص ودفع لهم ثمنًا باهظًا لتنفيذ هذه الخطة.
واستطاع أن يحصل على توقيع والده بالتنازل عن ثروته له ولإخوته وأخرج أباه من المأوى كما وعد.
فرح الأخوة بالمال الذي حصلوا عليه ظُلمًا إضافة إلى المؤسسة والمتاجر وغيرها…
خرج الوالد من المأوى وعاد إلى منزله حزينًا كئيبًا وقد خسر كل شىء.
وهذا كله إنما حصل بسبب حبّ الدنيا وحبّ المال. فالمال يذهب والدنيا إلى زوال والله محوّل الأحوال.█