الصدقة في رمضان أفضل منها في غيره، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي فيه: كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرءان، فلَرَسولُ الله ﷺ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.

وكذلك لأن الصدقة في رمضان فيها إعانة على أداء فريضة الصوم. والصدقة في أوقات الحاجات أفضل منها في غيرها.

والصدقة في كل وقت وفي كل زمانٍ فاضلٍ كالعشر الأواخر من رمضان، أفضل منها في غيره. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: »ما من أيام العمل فيهن أحبُّ إلى الله تعالى منه في هذه الأيام -يعني أيام العشر-، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء«.

والصدقة في الحرمين أفضل منها في غيرهما لتضاعف الحسنات بالأمكنة الفاضلة. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ ﷺ قال: »صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام« وفي رواية:  »صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه«.

من فوائد الصدقة

الصدقة هي إخراج المال تقرُّبًا إلى الله سبحانه وتعالى، وهي بإذن الله عزَّ وجلَّ سدٌّ منيع بين المتصدق وسوء المخاطر، ودافعة لعظيم البلاء والشر وتدفع ميتة السوء. فإن الصدقات لها من الفوائد والفضائل ما لا يقع تحت حصرنا، ولو لم يكن فيها إلا أنها سبب في منع الشرور، وصدّ الأذى وإقفال الكثير من أبواب الضرر والهلاك والفقر والمرض، وغير ذلك من المصائب المؤلمة والمؤذية لكان ذلك كافيًا لبيان ما تشتمل عليه الصدقة من فضائل، ويروى عن النبيّ المصطفى ﷺ: »الصدقة تسد سبعين بابًا من السوء« رواه الطبراني.

من المكارم الرمضانية

عن مجاهد قال: »لو أن رجلًا أنفق مثل جبل أُحُدٍ في طاعة الله تعالى لم يكن من النادمين«. وكان حماد بن أبي سليمان، يفطِّر كل يوم من رمضان خمسين إنسانًا، فإذا كانت ليلة الفطر كساهم ثوبًا ثوبًا. وعن محمد بن أبي حاتم قال: »كان البخاريّ يتصدّق بالكثير، فيأخذ بيد صاحب الحاجة من أهل الحديث، فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين من غير أن يشعر به أحد، وكان لا يفارقه كيسه، ورأيته ناول رجلًا مرارًا صرَّة فيها ثلاثمائة درهم«.

سيدنا عليّ يدعو لسيدنا عمر في رمضان

عن إسماعيل بن زياد قال: مرّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام على المساجد في شهر رمضان، وفيها القناديل، فقال: »نوَّر الله على عمرَ في قبره كما نوَّر علينا مساجدنا«.

ما يقال عند الإفطار

ليعلم أنه يستحب للصائم عند الإفطار أن يدعو بهذه الكلمات فيقول: »ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى« ونص هذه الصيغة رواه أبو داود عن ابن عمر عنه ﷺ إذا أفطر.

وفي رواية عند أبي داود ذكر فيها عنه ﷺأنه كان إذا أفطر قال: »اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت« ومما يدل على عظيم أجر الصائمين وما يكون عند الإفطار ما جاء في كتاب ابن ماجه عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: »إن للصائم عند فطره لدعوةً ما تُردّ«، وقال ابن أبي مليكه سمعت عبد الله بن عمرو إذا أفطر يقول: »اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شىءٍ أن تغفر لي«.

السنة في الإفطار

إن مما هو سنةٌ مستحبٌ لمن تيقن دخول الوقت تعجيل الفطر وأن يكون فطره على تمرٍ أو قليل من ماء، فقد روى ابن حبانٍ بإسنادٍ صحيح أنه ﷺ إذا كان صائمًا لم يُصَلّ حتى يؤتى برطبٍ أو ماءٍ فيأكل أو يشرب، وإذا كان الشتاء لم يُصَلّ حتى نأتيه بتمرٍ أو ماء. وفي البخاري عن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: »لا يزال الناس بخيرٍ ما عجلوا الفطر«.

ما يسن دعاؤه إذا صادف ليلة القدر

جاء فيما أخرجه الحاكم والنسائي وأحمد بأسانيد صحيحة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله إن لمحت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: »قولي: اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني. « وقال النووي في الأذكار: قال أصحابنا رحمهم الله: يستحب أن يكثر فيها من هذا الدعاء ويستحب قراءة القرءان وسائر الأذكار والدعوات المستحبة في المواطن الشريفة، وقال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في يومها كاجتهاده في ليلتها.

ختامًا نسأل الله أن يتقبل منَّا صيامنا وقيامنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين. █