يروى أن أحد الملوك من غير المسلمين كان لديه نديم يشاطره الشراب -أي شرب الخمر- وكان الملك يحبّه كثيرًا، وكانا يجلسان معًا ويتسامران كل الليل ويتشاوران في أمور الحكم حتى يبزغ الفجر.
وفي أحد الأيام جلس الملك ونديمه كعادتهما وطال بهما المجلس، وشرب الملك الخمرة حتى الثمالة… وفجأة! التفت الملك إلى صديقه فقال له: “من أنت”؟! ذهل الصديق من سؤال الملك فقال له: “أنا نديمك أيها الملك”!
قال الملك: “أنا لا أعرفك”. ثم نادى الحراس وقال: “خذوا هذا الرجل واقطعوا رأسه”!!
عرف الصديق أن الخمرة أذهبت عقل الملك فصار يتوسل إليه ويذكره بنفسه والملك يصرخ ويقول: “أنت دخيل خذوه فاقتلوه”.
خاف الحراس من عصيان أوامر الملك، فقاموا بأخذ نديمه وقطعوا له رأسه!!
وفي اليوم التالي استيقظ الملك من سُباته العميق ورأسه يُؤلمه فتلفت حوله فلم يجد نديمه، فباشر الحراسَ بالسؤال عن نديمه، فسكت الحراس خوفًا منه. فصار الملك يصرخ ويهدد وطلب قائد الحرس.
على عجل جاء قائد الحرس ووقف بين يدي الملك، فسأله الملك: “أين نديمي”؟!!
فقال قائد الحرس: “أيها الملك أنت أمرتنا البارحة بقطع رأسه”!
غضب الملك غضبًا شديدًا وقال: “وهل نفّذتم الأمر”؟!! قال قائد الحرس: “ليس من عادتنا أن نخالف أوامر الملك، خاصة أنكم أصريتم على تنفيذه البارحة”!!
حزن الملك حزنًا شديدًا وصار يبكي كالطفل الصغير. مرّ وقت قصير بعدها قال الملك لقائد الحرس: “من الآن فصاعدًا لا أريد رؤية الخمر لا في القصر ولا في مملكتي”!!
وأمر بإراقة الخمور في النهر وتوعّد كل من تُسَوِّل له نفسه بشرب الخمر بالعقاب الشديد.█