كانت الساعة تشير إلى اقتراب الوقت من الواحدة ليلًا.. وكانت الزوجة جالسة على كرسي هزاز والنوم يداعب عيونها، لكنها كانت تقاوم لتبقى مستيقظة لانتظار قدوم زوجها…
في الفترة الأخيرة اعتاد الزوج القدوم متأخرًا، وكان يعلّل غيابه بكثرة المشاغل التي تلقى على عاتقه في العمل كونه يعمل محاسبًا، وهو يعمل أوقاتًا إضافية لكسب المال وتغطية النفقات المترتبة عليه. وكانت الزوجة تتجادل معه غير مقتنعة خاصة أن هذه بدأت منذ عشرة أيام فقط..
كانت هذه المناقشات الحامية قد بدأت تأخذ أبعادًا خطيرة لأن أركان البيت بدأت تهتز تحت وطأة الشكوك والغيرة والتعليلات المبهمة. وأضحت الأيام البيضاء سوداء قاتمة، ولم تعد الزوجة تطيق البقاء في المنزل فقررت الذهاب إلى منزل ذويها.
في هذه الأثناء عاد الزوج إلى المنزل متأخرًا كعادته ولما دخل المنزل لم يجد أحدًا وفوجئ برسالة خطتها زوجته مفادها أنها ذهبت إلى منزل أهلها لأنها لم تعد تطيق تلك التأخيرات والمبررات الواهية بنظرها!
أصيب الزوج بكآبة شديدة، فهو لم يتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد وظن أنها عابرة، وصمم على عدم التحدث مع زوجته حتى تعود إلى رشدها كما كان يظن.
في المقابل عندما لم تسمع الزوجة لا بجرس الباب ولا الهاتف يقرعان إنذارًا بوصول زوجها والسؤال عنها أضرمت نيران الحقد عليه وصممت البقاء عند أهلها.
بقي الحال كما هو عليه مدة من الزمن، ومما زاد من “الطينة بلة” أن الزوجة قررت في يوم من الأيام أن تذهب إلى عمل زوجها لتراقب الأمور عن كثب!! بداعي الغيرة والحيرة.
فلما وصلت إلى مكان عمله سألت عنه فقيل لها: إنه يعمل في مكتبه قالت: لا بأس.. شكرًا.. عادت مسرورة إلى منزل ذويها..
المفاجأة كانت في اليوم التالي حيث جاءها مباشر من المحكمة يحمل ورقة الطلاق من زوجها!!
إن تدمير البيت له مدلولات كبيرة وآثار خطيرة لعدة أمور منها: التشرذم والتفكك وانعكاس ذلك على الأولاد وضياع الأسرة.
على الرجل أن يعمل على قاعدة: إن ساءك منها شىء أعجبك فيها أشياء حتى يتلافى المشاكل والهموم. وعليه أن يستوعب الأمور ويذلل الشكوك والصعاب وأن يعمل على المحافظة على منزله الزوجي بالصدق والوضوح وترك الأمور التي قد ينتج عنها ما لا يتمناه عند زوجته، خاصة أنه يعرف طباعها.
وعلى الزوجة طاعة زوجها وتهيئة مناخ مريح وفرح وسرور، وأن تخفّف عنه الأعباء وتحسّن الظن به. وليس لها أن تغادر منزل الزوج إلا بإذنه، أو لضرورة وإلا وقعت في معصية من الكبائر وليس لها عذر في هذا الموضوع.
والزوج قيم على الزوجة وله فضل عظيم عليها، فالأولى أن تطيعه وليس عند كل تأخير تنتظره مصيبة أو مشاكل. وعلى هذا تكون المعاشرة الزوجية متوازنة وصحيحة وإلا بقي الأبيض أسود وسادت مقولة “دقي وعصري”!!!