يعتبر مجال إنتاج الطاقة من أهمّ المجالات التي تعتمد عليها اقتصادات الدول. وإذا ما نظرنا في التاريخ نرى أنّ الثورات الصناعيّة المفصليّة حصلت عندما حلّت إحدى مصادر الطاقة محلّ أخرى. فمن الاعتماد الرئيسي على النار لتوليد الطاقة إلى الاعتماد على الفحم الحجري واكتشاف الآلة البخاريّة، التي تعتمد على طاقة بخار الماء، والتي كانت محور الثورة الصناعيّة الأولى في القرن الثامن عشر. إلا أنّه في نهاية القرن التاسع عشر أتى اكتشاف الكهرباء والبترول لتبدأ ما عرف لاحقًا بالثورة الصناعيّة الثانية. فاعتمدت أكثر الصناعات على الكهرباء وحلّ البترول محلّ الفحم الحجري كمصدر أساسي للطاقة. إلّا أنّنا نسمع مؤخّرًا بأبحاثٍ علميّة تتمحور حول مصادر أخرى للطاقة تكون أقلّ تلويثًا للهواء من احتراق البترول وتكون أكثر استمرارية من آبار البترول التي تنضب في مدّة قصيرة نسبيًّا. إنّه الحديث الذي يطول عن “الطاقة الصديقة للبيئة” مصادر “الطاقة المستدامة”. فهل البترول الذي لطالما سميّ بـ “الذهب الأسود” هو في طريقه للانقراض؟ وما هي الطاقات البديلة؟

مميّزات البترول

يتميّز البترول عن الفحم الحجري بوجوده على شكل سائل في الأرض. كذلك هو أقل تلويثًا للهواء، ونقله أسهل من مكان الاستخراج إلى المصافي، وذلك إمّا عبر أنابيب أو صهاريج أو بواخر. ولكن هناك مصادر طاقة جديدة بدأت تظهر من نهاية القرن الماضي وهي أقلّ تلويثًا للبيئة حتى من البترول.

الطاقة الشمسيّة

وهي على نوعين: طاقة حراريّة، وطاقة اللوحات الشمسيّة. وهي مجال إنتاج طاقة واعد خاصّة في الدول التي تشرق فيها الشمس معظم أيّام السنة. لقد استخدمت هذه الطاقة ولكن على صعيد منزلي أو ضيّق: كالسخّانات الحرارية المنزليّة التي نراها على الكثير من أسطح المباني، واللوحات الشمسيّة التي نراها في بعض النواحي على أعمدة الإنارة العامّة والتي تعطي الأضواء الطاقة الكافية لتنير.

طاقة الرياح

هي الطاقة التي تعتمد على سرعة الريح لتسبّب دوران توربين. ولقد بدأنا نرى المراوح التي تدور اعتمادًا على الطاقة الهوائيّة ولكن على صعيد فردي.

طاقة المياه والمحيطات

وهي عدّة أنواع منها:

البيوديزل

وهو استخراج الطاقة من المواد السيلولوزيّة الموجودة في النباتات ونفايات الأخشاب والنفايات الجافة الناتجة عن المنتجات الزراعيّة. ويحصل ذلك إثر عمليّة كيميائيّة تولّد غاز الإيثانول الذي يشكّل مصدرًا مهمًّا للطاقة.

الغاز الطبيعي

وهو موجود بكميّات كبيرة في الاحتياطي العالمي.

الطاقة النووية

وهي طاقة بدأت تستخدم في العديد من الدول لتشغيل معامل الكهرباء بناءً على الطاقة النوويّة. إلا أنّ هذه المصادر تُستعمل بحذر لأنّها قد تكون سببًا لكوارث إثر انفجارٍ نوويّ محتمل.

ومصادر أخرى… ولكن لم تتمكّن كل هذه الأبحاث العلميّة بعد من استخدام مصادر الطاقة هذه كبديل عن البترول على نطاقٍ واسع. فهذه المصادر جُرّبت وأبدت فعاليتها للاستخدام المنزلي… فلم تتوصّل الأبحاث بعد إلى بديل للبترول على صعيد وطني أو صناعي كبير… ولكن عجلة هذه الأبحاث تدور فهل نصل إلى اليوم الذي تحدث فيه الثورة الصناعية الثالثة التي تطيح بالبترول كأوّل مصدر للطاقة؟