إن الصلاة عماد الدين فكان لا بد من معرفة شروطها وأركانها ومبطلاتها لكي تكون عبادتنا مقبولة عند اللّه تعالى. لذلك نتكلم في هذا المقال عن أركان الصلاة التي عددها سبعة عشر ركنًا.
فأول ركن منها هو النيّة. والنية عمل قلبي والنطق بها باللسان ليس بفرض، فالأمر الضروري في النية هو أن يقصد فعل الصلاة في التكبير فمثلًا يقول: أصلي فرض الظهر أو أصلي فرض العصر أو أصلي صلاة الضحى أو أصلي صلاة الكسوف… كل ذلك يجب تحصيله في النّيّة ضمن تكبيرة الإحرام في مذهب الإمام الشافعي رحمه اللّه تعالى.
الركن الثاني: هو تكبيرة الإحرام فيقول بحيث يسمع نفسه: “اللّه أكبر” من غير أن يمدّ الباء بحيث يصير اللفظ “أكبار” ومن غير أن يمد الهمزة التي هي في أول لفظ الجلالة. ويشترط عدم زيادة واو قبل لفظ الجلالة أو بين لفظ الجلالة وأكبر، وعدم إبدال همزة أكبر واوًا بحيث يصير “اللّه وكبر”.
الركن الثالث: هو القيام في الصلاة المفروضة للقادر على القيام فإن عجز بحيث تلحقه مشقّة شديدة لا تحتمل عادة صحّت صلاته قاعدًا.
والركن الرابع: هو قراءة الفاتحة مع مراعاة البدء بالبسملة والإتيان بالتشديدات الأربع عشرة، والموالاة بأن لا يفصل بين شىء منها وما بعده بأكثر من سكتة التنفس، وترتيب آياتها على نظمها المعروف وإخراج الحروف من مخارجها.
والخامس: الركوع ويحصل بالانحناء إلى الحدّ الذي تبلغ به الراحتان الركبتين ويشترط أن لا يثني ركبتيه كثيرًا.
والسادس: الطمأنينة فيه أي في الركوع، والمراد استقرار الأعضاء دفعة واحدة بقدر قول: “سبحان اللّه”.
والسابع: الاعتدال ومعناه عود الراكع إلى ما كان عليه قبل ركوعه.
والثامن: الطمأنينة في الاعتدال.
والتاسع: السجود مرتين في كل ركعة أي وضع شىء من الجبهة والركبتين وبطون الكفين وبطون أصابع القدمين على الأرض، ومن شروطه أن يكون متثاقلًا بجبهته ومنكسًا رأسه بأن يرفع أسافله على أعاليه.
والعاشر: الطمأنينة في السجود.
والحادي عشر: الجلوس بين السجدتين.
والثاني عشر: الطمأنينة في الجلوس بين السجدتين.
والثالث عشر: الجلوس للتشهد الأخير وما بعده.
والرابع عشر: التشهد الأخير فيقول: التحيّات المباركات الصلوات الطيّبات للّه، السلام عليك أيها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمّدًا رسول اللّه أو أقلّه وهو: التحيات للّه، سلام عليك أيها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته سلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمّدًا رسول اللّه.
والخامس عشر: الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم وأقله اللّهم صلّ على محمّد أو صلّى اللّه على محمّد.
السادس عشر: السلام وأقله قول: “السلام عليكم” وأكمله زيادة “ورحمة اللّه”.
والركن السابع عشر والأخير: هو الترتيب للأركان على ما ذكرنا.