أيدٍ ماهرة: “الفاخوري” 

مع مرور الوقت وتغيّر الأزمنة، تظهر مهن وحرف جديدة لم تكن موجودة وتتراجع أخرى حتّى إنّ بعضها يندثر نهائيًّا. فأين صناعة الفخّار من هذا الموضوع؟ 

ارتبطت صناعة الفخّار بنواحٍ معيّنة اشتهرت وعُرفت بها. كذلك شهرت هذه الحرفة أشخاصًا وأُسرًا معيّنة حتّى إنّها استُعيرت لتصبح اسمًا لأسرة أصبح تعداد أفرادها كبيرًا في لبنان وفلسطين وهي أسرة “الفاخوري”. 

تعتبر هذه الحرفة من تراث دول شرقي المتوسّط فلها مكانة مهمّة في تاريخها السياحيّ والثقافيّ. إلّا أنّ الفخّار يواجه مؤخّرًا تحدّيات حقيقيّة في التسويق خاصّةً للخارج، الأمر الذي بدأ يهدّد هذه الحرفة بالاندثار. والأمر الذي يحزن له الكثير من أفراد “الفاخوري” الذين يروون توارث هذه الحرفة أبًا عن جدّ، وقد تعاقبت في بعض الأسر على أربعة أجيال متتالية.

تعتمد هذه الحرفة بشكلٍ رئيس على الطين الذي يكون بعضه محليًّا والآخر مستوردًا من إسبانيا مثلًا، وتكمن أهمّيّة الطين الإسباني في لونه القرميدي. مثلًا في الخليل، يصنع حوالي %90 من الفخار من صلصال الخليل الذي يصل إلى الفخارين هناك بالمجان، و%10 فقط من طين يستورد من هولندا وإسبانيا.

يوضع الطين على قاعدة تدور. خلال الدوران يقوم “الفاخوري” بإخراج التصميم الذي يرغب باستعمال مهارة يديه. وهذا ما يميّز هذه الحرفة: بأنّها عملية يدوية بدون ماكينات، وهذا ما يجذب السائحين، ولكن هذا ما يجعلها أيضًا مكلفة بسبب استهلاكها للوقت. وهذه مشكلتها الأساسيّة بالتسويق خاصة بالسوق المحلي الذي ينظر إليها على أنّها قطع “غالية الثمن”.

بعد إتمام التصميم اليدوي، يوضع الفخّار في الفرن في درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية… قبل أعوام من قدوم الكهرباء كانت الأفران طينيّة تعمل على الحطب ما يعني أنّ القطع الطينيّة بحاجة إلى الشيّ ثلاثة أيام على الأقل. أمّا اليوم فيعتمد المصنع على الأفران الكهربائية، كذلك تصنع القوالب التي يحتاجها المصنع لإنتاج قطع الفخّار.

وفي محاولة لمكافحة تحدّيات التسويق يقوم بعض تجمّعات مصنّعي الفخّار بإعداد دورات حرفية لتطوير أشكال الفخار، وتصنيع أواني متعددّة الاستخدام، خاصّة في ظلّ القصور لدى المصنّعين في إنتاج أوان تتناسب مع احتياجات المواطنين والتطوّر الحاصل في الأشكال والاستخدامات. وتهدف هذه الدورات إلى الاستفادة من التوجّه في أوروبا للعودة إلى استخدام الفخار كبديل عن أواني الطهي والعودة للأواني الفخاريّة المصنّعة بالطرق البدائيّة.

ظواهر مدهشة: زهور الصّقيع

كثيرة هي المظاهر والمشاهد الطبيعيّة التي كلّما تفكّرنا بها ازددنا يقينًا بقدرة اللّه تعالى. من هذه الظواهر ظاهرة فريدة وهي زهور الصقيع التي التقط صورًا رائعة ومدهشة لها المصوّر “جف بومان”. هذه الظاهرة تتمثّل بتشكّل أشكال فريدة تشبه الزهور على المسطّحات الجليديّة البحريّة الرقيقة، وخاصّة في النواحي القطبيّة. يحصل ذلك عندما يكون الهواء أكثر برودة من طبقة الجليد، بحيث يكون الفارق ما بين الهواء وسطح الجليد 15 درجة مئويّة. عندها يحدُث ما يعرف بالتسامي وهو تحول بخار الماء مُباشرةً إلى جليد يتجمّع على شكل بلورات وهياكل شائكة تأخذ شكل هذه الزهور! لا يختلف شكل أزهار الصقيع المتشكّلة على أسطح البحيرات عن الصقيع العادي المتشكّل على أغصان الأشجار والأسلاك وأسطح المنازل.

تكون عادةً هذه الزّهور على شكل قطع لا يزيد قطرها عن 4 سم ويكون تركيز الأملاح فيها مرتفعًا جدًّا مقارنة بماء البحر العادي أو المحيط، وتتشكّل عندما تكون الرياح ساكنة تقريبًا. فعندما تكون الرّياح شديدة فإن طبقة البخار تتبعثر مبتعدة عن السطح الجليديّ.

تؤكّد الدّراسات الحديثة وجود صلة وثيقة بين طبيعة الجوّ القطبيّ في تلك النواحي وبين وجود أزهار الصقيع، حيث إنّ تلاشي أزهار الصقيع بعد تشكّلها يزيد من تركيز بعض المركبات الكيميائيّة مثل أحادي أكسيد البروم وكميّة الأوزون في الجوّ وحتى نسبة جزيئات الملح المعلّقة في الهواء.