في مدينة أنقرة التركية حصل زفاف متواضع جمع بين امرأة ذات حسب ودين ورجل سليل من أسرة كريمة يعمل في مهنة المحاسبة. عاش الزوجان حياة سعيدة ورزقا بغلام. 

في يوم من الأيام مرض الوالد مرضًا شديدًا، فعُرض على العديد من الأطباء الذين وصفوا له العقاقير وغيرها. وبعد مدة وافته المنية.

لم تعرف الأم ماذا تفعل فقد سقط جسر المنزل وأدركت أن الحمل أصبح ثقيلًا عليها ويحتاج إلى حلول. قررت النزول إلى ميدان العمل حيث عملت في إحدى معامل صنع النسيج، وكان دوام العمل ثماني ساعات. كانت تعود إلى المنزل مرهقة والإعياء باد عليها، وكان عليها إطعام ولدها وتفقد صحته وغير ذلك.

رغم كل ما عانته فقد كانت نِعْمَ الأم الصابرة والصالحة التي ربّت ولدها على الفضيلة..

مرّت الأيام وكبر الولد وبدأ بالعمل فانتقلت الأم وولدها إلى بيت كبير وطلب الولد من أمه التوقّف عن العمل بسبب الجهد الكبير الذي قدمته.

وعرضت الأم على ولدها الزواج، فانصاع لرغبتها وتزوّج من امرأة وافقت عليها أمه وعاشوا معًا.

في الفترة الأولى كانت المودة هي السائدة، واستمرّت فترة من الزمن، لكن الخبايا والنوايا السيئة تكشفت، فبدأت المشاكل بين الرجل وزوجته وكان محورها الأم! كانت الزوجة لا تريد أن تعيش أمه معها في المنزل!

إزاء هذه المشاكل والأزمات قرّر الابن إخراج أمه من المنزل إرضاء لزوجته، وبعد محاولات وكلام معسول أقنع أمه أنه لن يتركها، وهو لهذه الغاية استأجر لها غرفة من «التنك» في أسفل المبنى خالية من خلاء ونحو ذلك!

انتقلت الأم إلى تلك الغرفة ولم يكن فيها إلا فراش وبعض الأغراض المبعثرة هنا وهناك..

ولم تكتف الزوجة بهذا فقط بل منعت الأم من رؤية أحفادها، وكانوا إذا مرّوا من أمام المنزل لم يلتفتوا إلى جدتهم! كان هذا الإجراء في غاية القساوة والجرح..

عاشت الجدّة الواقع البائس الجديد، وصارت تخرج كل يوم تحمل على كتفها أنواعًا من الأقمشة وتدور على بعض البيوت حيث تبيع ما تيسّر لأجل لقمة العيش..

الرؤيا المتكررة

كانت الأم ترى رؤيا تكررّت كثيرًا في حياتها وأفزعتها بل سببت لها رعبًا! كانت ترى ولدها في النار يحترق… ويناديها أنقذيني يا أمي!!!

فتقوم من نومها مذعورة.. وهو بعد في الحياة، وتقول: سامحتك يا بني..

أصيب ولدها بعد فترة بداء السرطان ولم يلبث قليلًا حتى مات..

وكانت الأم لا تزال على قيد الحياة وكانت الصدمة شديدة عليها..

ولكن رغم ما فعلته الزوجة بأم زوجها إلا أنّها خسرت زوجها وورثت الأم من ابنها ولم تنفع محاولات الزوجة من إبعادها وإقصائها.█