مهنة اليوم هي صناعة الزجاج. إنّها من الحرف اليدويّة التي ما زالت صامدة إلى يومنا هذا وما زالت تميّز أحياء معيّنة أخذت اسمها في فلسطين ولبنان وغيرها من الدول العربيّة، كسوق «القزّازين». 

تعتمد هذه الحرفة على أفران تؤمّن حرارة عالية تذيب الزجاج. قديمًا كانت هذه الأفران تعتمد على الحطب لذلك كانت عمليّة شواء بعض القطع تستغرق إلى حدّ ثلاثة أيّام… اليوم ما زالت هذه الصناعة يدويّة ولكنّها شهدت تطوّرات معيّنة. لقد حلّت مثلًا الأفران الكهربائيّة مكان أفران الحطب فتقلّص وقت عمليّة الشواء لتصل إلى ثلاث ساعات بدل ثلاثة أيّام.

تبدأ عملية التصنيع بجمع الزجاجات الفارغة، ثمّ تتمّ إذابتها داخل فرنٍ مختصّ على درجة حرارة عالية تصل إلى 1500 درجة مئوية. ثم تتمّ إعادة تشكيل الزجاج في فرن آخر درجة حرارته تصل إلى 500 درجة فقط، يسمّى بفرن التبريد، يتم فيه تشكيل الزجاج عبر النفخ فيه ليأخذ الشكل المراد ومن ثمّ يتم تبريده.

قد يحتاج حرفيّ الزجاج من 3 إلى 6 سنوات حتى يتقن مهنة التشكيل والنفخ في الزجاج فإنّ عمله يحتاج إلى دقّة وتركيز عاليين، الأمر الذي يتطلّب قدرة تحمّل عالية علمًا أنّ درجة الحرارة أمام الفرن تصل إلى 45 درجة على الأقل. وهي حرارة يقف في أجوائها الحرفي طيلة وقت عمله…

قد تمرّ القطعة على 8 حرفيين لصناعتها: مرحلة النفخ والتشكيل، مرحلة التجفيف والشَّيّ، مرحلة التزيين والإخراج النهائي للقطعة. وفي هذه المرحلة النهائيّة يُطلق العنان للنفس الفنّي للحرفي وقد يتمّ الرسم والتلوين على القطعة، وقد يتمّ نقل القطع إلى مشغل آخر للتزيين برسومات أو إخراج يجذب المشترين.

تتميّز هذه المهنة بأنها عملية يدوية بدون ماكنات وهو ما يجذب السائحين لمنتوجات هذه الحرفة التي تتطلب جهدًا جسديًّا كبيرًا مما يجعل القطع المنتجة مكلفة ماليًّا، وهذه مشكلتها الأساسيّة بالتسويق خاصة بالسوق المحلي الذي ينظر لها على أنّها قطع غالية الثمن.

ظواهر مدهشة

 أعمدة الضوء

تشكّل أعمدة الضوء «light pillars» ظاهرة ضوئيّة طبيعيّة يمكن مشاهدتها في الفضاء وتُعرف أيضًا باسم الشعاع البلّوري. وهي عبارة عن أعمدة ضوئيّة ضيّقة منتظمة ومتوازية بطريقة عجيبة تظهر بشكلٍ عموديّ في الأفق.

يُرجع بعض الفيزيائيّين سبب هذه الظاهرة إلى انعكاس الضوء الصادر من الشمس أو من القمر أو من أي مصدر إضاءة على سطح الأرض «مثل إنارة الشوارع»، والمتّجه بزاوية محدّدة إلى قطع كريستال ثلجية عالقة في الجوّ، فهذه الأعمدة تظهر خاصّةً في فصل الشتاء وفي الليالي الباردة التي تتجمّد فيها قطرات الندى في الهواء. ويختلف مشهد هذه الأعمدة حسب الزاوية والمكان الذي ينظر إليها منه.

من أشهر أماكن مشاهدة هذه الظاهرة محيط شلالات نياجارا، وخاصة في فصل الشتاء، حيث تتجمّد قطرات الماء المعلّقة قريبًا منه جاعلة أعمدة ضوئية في الأفق.

وقد دفع المنظر المدهش لهذه الأعمدة بالبعض إلى إطلاق العنان لتخيّلاتهم في محاولة لتفسير هذه المشاهدات إلّا أنّ تفسيراتهم لا تخرج عن كونها خرافات إذ ربط البعض بينها وبين الأطباق الطائرة «UFO» ظنًّا أنّها ظاهرة غير طبيعية. █