تعد شوربة العظم طعامًا قديمًا جدًّا كانت تحرص على صنعه الكثير من الأمم في السابق كجزء مهم من غذائهم اليومي، حتى إنه يضيف نكهة لذيذة إلى كثير من الأطباق! وبدأت شوربة العظام تلقى اليوم اهتمامًا كثيرًا بعدما كثر الكلام عن محتواها الغذائي والعلاجي.

فوائد مرق العظم الصحيّة تحارب الالتهاب:

مرق العظام غني بالأحماض الأمينية -التي منها تتركّب البروتينات- مثل البرولين «Proline» والأرجينين «Arginine» والجلايسين «Glycine» التي يصعب الحصول عليها بشكل كافٍ من الغذاء. الجلايسين معروف بتأثيره المهدئ وممكن أن يحسن النوم. أما البرولين فيساعد الجسم في صنع الكولاجين ولذلك يحسن ليونة الجلد ويساعد في تقليل التجاعيد، كما ويحافظ على ليونة الأوعية الدموية. والأرجينين مهم لعمل الكلية والتئام الجروح. وهناك أيضًا الجلوتامين «Glutamine» وهو مساهم كبير في شفاء الأمعاء وتعافيها.

مهمة جدًّا لصحة الأمعاء والجهاز المناعي

تظهر الدراسات العلمية الحديثة أن الكثير من المشاكل الصحية العصرية مبدؤها من الأمعاء كمتلازمة الأمعاء النافذة «Leaky Gut Syndrome»، واستيطان أنواع البكتيريا والفطريات المسبّبة للأمراض عوضًا عن الأنواع الحميدة. وتعود أسباب هذه المشاكل الصحيّة إلى عدة عوامل منها:

– غذاء غير صحي: طعام مكرر ومعالج ومليء بالمواد الكيماوية الضارة بالجسم.

– أسلوب حياتنا المليء بالضغوطات.

– قلة النوم والحركة البدنية «الرياضة».

– عدم أو قلّة التعرض للشمس.

– الاستعمال المفرط لأدوية الالتهاب والهرمونات وغيرها من الأدوية.

فالأمعاء النفاذة أو متلازمة الأمعاء النافذة تسمح بمرور مواد غير منهضمة كالبروتينات وسموم من بعض الأطعمة المصنّعة أو من الماء أو الهواء الملوّث إلى الدم مباشرة مما يتسبب باستفزاز الجهاز المناعي ضدها والذي يهاجم في هذه العملية بعضًا من خلايا الجسم نفسه وهذا واحد من أسباب أمراض المناعة الذاتية.

شوربة العظم مهمة جدًّا في عملية التئام وشفاء الأمعاء النفاذة التي تعاني منها شريحة كبيرة جدًّا من الناس في يومنا الحالي بشكل أو بآخر بحسب كلام بعض الدكاترة. فشوربة العظم بسبب احتوائها على الجيلاتين والكولاجين تعمل على تغليف سطح الأمعاء من الداخل وعزلها وتسمح لها بالالتئام تدريجيًّا، وتحتوي كذلك على الكثير من المغذيات مثل الأحماض الأمينية التي تحارب الالتهاب وهذا يؤدي إلى تقوية جهاز المناعة. كذلك فإن الجيلاتين في الشوربة يساعد في عملية الهضم نفسها عن طريق تحفيز إفراز المزيد من السوائل الهضمية.

تقوي العظام والأسنان

إن استهلاك مرق العظام بشكل دائم يساعد على تحسين صحة الفم بشكل كبير للذين يعانون من الالتهاب المتواصل للثة، فأحد الأمور التي تحدث في هذه الحالة هي أن البكتيريا الضارة المسببة للأمراض تضعف الأربطة التي تربط السن إلى عظام الفك، مما يتسبب بفقدان الأسنان في الحالات المتقدمة من المرض!! بسبب احتواء مرق العظم على الكولاجين تقوي الأربطة وكذلك بسبب احتوائها على المعادن المهمة «الكالسيوم، المغنيسيوم، السيليكون، الفوسفور، الكبريت» تزداد نسبة المعادن في اللعاب مما يساعد في منع التسوس والحفاظ على أسنان صحية وقوية.

تخفف من آلام والتهاب المفاصل

بسبب غنى مرق العظم بالجلوكوسامين والكوندرويتن وغيرها من المواد الناتجة عن تحلل الغضاريف والمفاصل ينصح بتناولها يوميًّا لمن عنده مشاكل المفاصل، وهي أفضل من المكمّلات التجارية لأنها أسهل في الامتصاص.

لشعر وبشرة وأظافر صحية وجميلة

إنّ الكولاجين نفسه ومواد مهمة أخرى تلعب دورًا هامًّا في دعم نمو صحي للشعر والبشرة والأظافر.

كيف نصنع شوربة العظم؟

مرق العظام غير مكلف أبدًا فيمكن الحصول على العظم مجّانًا. ومن الأنسب استخدام العظم من لحم عضوي.

– اختر عظام الغنم أو السمك أو الدجاج ولا مانع من وجود اللحم. وأضف على العظم الماء في قدر كبير «ستانلس». واتركه ليغلي ثم أزل «الزفرة». وكلما كانت فترة الغليان أطول كان استخلاص الأغذية من العظم أحسن.

– نضيف له ملعقة كبيرة من خل التفاح لأن الخل يعمل على استخلاص المغذيات من العظم، وجزرتين مقشرتين ومقطعتين قطعًا كبيرة وبصلة كبيرة مقطعة قطعًا كبيرة أيضًا، وممكن إضافة عدة عيدان من الكرفس المقطع أيضًا، وممكن أن نضيف لو رغبنا عود قرفة وبعض أوراق الغار والهيل وحب الفلفل الأسود. «المقادير حسب الرغبة».

 – يمكن وضع المرق في الثلاجة وذلك بعد أن يبرد.

يمكنكم شرب المرق في كوب بعد تسخينه وإضافة بعض الملح البحري والفلفل، أو استعماله في تحضير «اليخاني» وأنواع الشوربات المختلفة أو الصلصات وهي بديل ممتاز عن مكعبات المرق التجارية.

ننصح الجميع بالرجوع إلى العادات الغذائيّة الطبيعيّة القديمة غير المكلفة لما فيها من منافع للصحة والبدن ومنها مرق اللحم والعظام… احرصوا عليها لكم ولأولادكم منذ صغرهم…