يختلف الناس في أعمالهم الخاصّة والمهنيّة بل ويختلفون أيضًا في نظرتهم لأنفسهم وتوقّعاتهم فيما يخصّ قدراتهم لإتمام تلك الأعمال. لذا تختلف مقوّمات النجاح من شخص لآخر.
انطلاقًا من معوّقات النجاح دعونا نبحر على خصال تعيق النجاح لنعرّج بعد ذلك إلى خصال الأشخاص الناجحين. مع لفت الانتباه إلى أنّ ما نعنيه هنا بالنجاح هو وضع أهداف خيّرة ممدوحة شرعًا وعُرفـًا والتخطيط لتحقيقها فعليًّا مع التنفيذ.
من معوّقات النجاح
الخوف من الفشل
هذا الخوف قد يكون سيفًا ذا حدّين. فمن ناحية يدفع الشخص بالإحجام عن خوض تجارب الحياة تجنّبًا للفشل، كذلك إذا أفرط في هذا الخوف يصبح ذلك هاجسًا عنده. الأمر الذي قد يكبّل يديه ويغرقه في طيّاته مبعدًا إيّاه عن تحقيق أهدافه والنجاح في عمله.
عدم الثقة بالنفس
نحن لا ندعو بذلك إلى الغرور ولا الكبرياء ولكننا ندعو الشخص الذي يسعى للنجاح إلى عدم تهويل المواقف بحيث يشعر أن من حوله يركزون على ضعفه. وقد يساعد في ذلك تحسين الظنّ وتصحيح النيّة في أعمال الخير وإبعادها عن الرياء. فبذلك يتقن الشخص عمله ولا يؤثّر به إن مدحه الناس أو ذمّوه، أو إن أعجبهم ما يقوم به أو لا.
عدم وضوح الهدف
إن لم تكن رؤيتك واضحة للهدف الذي تسعى لتحقيقه يصعب عليك غالبًا الوصول. فعدم الوضوح هذا قد يجعلك تتخلّى عنه بسهولة عند أوّل مشكلة تواجهها، فتجد لنفسك أعذارًا بسهولةٍ أكبر لكي تتنحّى عن هذه المهمة. لذلك ركّز على هدفك واقرأ عنه كثيرًا لكي تكتمل عندك الرؤية.
التسويف
نقول باختصار كلمات المثل الشائع: «لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد فإنّ للغد عملًا آخر». فترى الشخص يؤجّل بعذر التعب وعدم وجود الوقت الكافي، أو أحيانًا للهروب من الشعور بالقلق من إتمام المهمّة… توكّل على اللّه وعجّل بإنجاز مهامّك واجعل لكلّ وقتٍ عملًا وستجد البركة في الوقت بإذن اللّه.
عدم إدراك الوسائل
لا يكفي مجرّد رسم الهدف للوصول إلى تحقيقه بل ينبغي معرفة الوسائل الموصلة إليه. لنبحث إذًا عن المهام التي ينبغي إنجازها للوصول بنا إلى ما نريد. كذلك ينبغي معرفة كيفيّة القيام بهذه المهام على الوجه الصحيح. وبعد تجنّب هذه العوائق ماذا نفعل؟ وما هي أسباب النجاح؟
من أسباب النجاح
إنّ من أهمّ أسباب النجاح التوكّل على اللّه، وتذكّر أنّ اللّه هو خالق النجاح والفشل فاسْعَ بكل جهدك واعلم أنه لا يكون في النهاية إلّا ما قدّره اللّه.
الدافع لكي تنجح
اجعل لك دائمًا دافعًا قويًا لكي تنجح وهو مرضاة اللّه والسعي لنيل الثواب من تخطيطك لأعمالك الخيّرة. هذا سيشعرك بالحماس لما تفعل ويجعلك تتقنه. كذلك مهما أتت النتائج في الدنيا تكون من الناجحين في الآخرة بإذن اللّه. يمكنك أيضًا أن تجعل مساعدة الغير دافعًا لك وهذه أيضًا من الأمور الممدوحة شرعًا.
المهارة
تأتي المهارة بالبحث الكثير عمّا نسعى للقيام به كذلك بالخضوع لدورات تدريبيّة والإكثار من التجارب مع التقويم البنّاء والاستماع لملاحظات الآخرين.
التصور
وهو يساعدك على تخيّل المهام والمشاكل التي قد تواجهها، الأمر الذي يدفعك لاستباق الأمور ووضع خطط مسبقة بدل التفاجؤ المستمرّ خلال التنفيذ. والاستعانة بخبرات أشخاص سبق لهم أن عاشوا تجارب شبيهة، أو قاموا بأعمال قريبة مهمّة جدًّا في هذه الحالات.
الصبر والتفاؤل
اصبر فالصبر مفتاح الفرج ولا تستسلم من أوّل مشكلة تواجهها بل أظهر إصرارًا وتفاؤلًا يساعدانك على قوّة التحمّل للوصول إلى خواتيم الأمور، على أمل أن تكون على قدر تطلّعاتك.
التخطيط
يساعد التخطيط على رؤية الأمور بشكلٍ أوضح ويقوّي الثقة بالنفس أثناء العمل إذ إنّ ما يقوم به الشخص مبنيّ على أسس مفهومة وليست وليدة اللحظة.
الانضباط
الانضباط هو من أبرز السمات للوصول إلى النجاح. فبدونه تعمّ الفوضى ويصعب بالتالي السيطرة على الأمور فيبتعد الإنسان عن الوصول إلى الهدف. وممّا يساعد على ذلك التطاوع فيما بين أفراد الفريق الواحد.
الاستشارة والتعلّم باستمرار
دائمًا ستجد الشخص الناجح لا يكف عن السؤال وطلب المعرفة فهو في بحثٍ مستمرّ عن المعلومات الجديدة وعن الاستفادة من خبرات الآخرين.
وهناك خصال كثيرة أخرى فكلٌّ منّا يمكنه الإضافة إلى ما ذكرناه من تجاربه الخاصّة. فهذا غيضٌ من فيض نأمل أن يكون قد دفعكم إلى أن تفّكروا أكثر بأسرار النجاح.