قال المحدث الشيخ عبد اللّه الهرري رحمه اللّه رحمة واسعة:
الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى اللّه وسلّم على سيّد المرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
أمّا بعد فقد قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من يُرِدِ اللّهُ به خيرًا يُصِبْ منهُ» هذا الحديث صحيح رواه البخاري وغيره، ومعناه أن اللّه تعالى إذا أراد لعبده المؤمن درجةً عاليةً يُنزّل عليه مصائب الدنيا، يحميه من مصائب الدّين ويُكثر عليه من مصائب الدنيا.
ومن مصائب الدنيا: المرض والفقر وأذى النّاس وما أشبه ذلك، على اختلاف أصنافها، مصائب الدنيا كثيرة، فالذي يَتلف ماله أو يُنهب هذه مصيبة، والذي يجرح في جسده مصيبة، إن أدّى به إلى الموت وإن لم يؤد به إلى الموت لأنه يكون قاسى من آلام الجرح ما قاسى، كل هذا مصيبة، هذه مصائب الدنيا، أمّا مصائب الدّين فهي كالرجل الذي يُبتلى بترك الصلاة، أو بشرب الخمر، أو بأكل المال الحرام أو بغير ذلك من المعاصي، هذه مصائب في الدّين.