تزوّجت أحلام من شاب صاحب علم وتقى… وهي كانت تعلّمت الفرض العيني من العلم الشرعي عند شيخ تعلّم عند أحد أكابر المشايخ وأكثرهم شهرة بين أهل العلم.

عاشا معًا حياة جميلة عنوانها الاحترام المتبادل والحب والحنان…

في يوم من الأيّام قرّرا السفر إلى أحد البلدان الأوروبيّة لتحصيل لقمة العيش وتحسين أوضاعهما. مرّ على زواجهما أربع سنوات ولم يكن عندهما أولاد. بعد مرور ستة أشهر شعرت الزوجة بدوخة شديدة، فذهبا إلى الطبيب فطلب منها إجراء فحوصات فتبيّن فيما بعد أنها حامل!

فرحت الزوجة والزوج فرحة عارمة وحمدا اللّه تعالى على هذه النعمة، ولهذه الغاية ذهبت إلى طبيبة لمعاينتها فأعطتها أدوية تساعدها في حملها حتى تضع مولودها.

كان زوجها في تلك المدّة يقوم بمساعدتها ويحرص عليها ويلبّي طلباتها…

لما دخلت الزوجة في الشهر الخامس ذهبت إلى الطبيبة التي قامت بمراقبة الجنين عبر آلة التصوير وفجأة صرخت فارتجف قلب الزوجة والزوج وأصابهما هلع كبير فسألها الزوج بلهفة بالغة عن سبب صرختها فقالت الطبيبة: إن طفلك مشوّه.. فانهارت الزوجة وسارع زوجها إلى تهدئتها وعبثًا حاول معها فجلب لها ماء وغسل وجهها حتى أفاقت من غيبوبتها وساعدها على النهوض وعادا إلى المنزل بعد جهد كبير ووضعها على السرير فنامت، بينما جلس هو يذكر اللّه تعالى ويدعوه بالفرج وكان لسانه لا يفتر عن كلمة الحمد للّه.

في اليوم التالي جلس الرجل وزوجته واطمأنّ عليها ووضع لها طعامًا فتناولت القليل منه وصارت تبكي، فذكّرها زوجها بالتوكّل على اللّه تعالى وأن مشيئته نافذة لا تتغيّر ولا تتبدل، وأنّ المُقدّر نافذ.

فجأة التفتت إلى زوجها وقالت له: ما تقوله صحيح، وأنا متوكّلة على اللّه تعالى وطفلنا سيبقى داخل أحشائي حتى يحين موعد ولادته. وتابعت تقول: هذا قراري الأخير ولن أعود عنه، وأنا متوكّلة على اللّه تعالى. صمت الزوج عند كلامها الأخير وقال: إن شاء اللّه تعالى يكون خيرًا.

مضت الأيّام والشهور حتى صار وقت الوضع فلما أحسّت الزوجة بالطلق ذهبت إلى المستشفى وأدخلت إلى غرفة التوليد.

في هذه الأثناء كان الزوج في غاية التوتّر فصار يدعو اللّه تعالى ويسأله النجاة والسلامة لزوجته وصار يبكي بكاءً شديدًا حتى غفا على المقعد ونام.

بعد ساعة استيقظ على صوت الممرضة وهي تقول له: الحمد للّه لقد ولدت زوجتك وهي بخير وقد رزقت بطفلة. سارع الزوج إلى الغرفة التي نقلوا زوجته إليها فوجدها متعبة والابتسامة على وجهها فقال لها: الحمد للّه على سلامتك. في هذه اللّحظة أتت الممرّضة تحمل الطفلة إلى أمها. نظر الوالد إليها فإذا هي طفلة جميلة جدًّا لا كما قالوا له ولزوجته، وحمد اللّه كثيرًا وقال لزوجته: من يتق اللّه يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.█