كثيرًا ما نسمع بخلاف حصل بين الزوج وزوجته، وبين الأب وأولاده وبالعكس… وأحيانًا بين الأقارب أو بين الجار وجاره، فالمجتمع مليء بمثل هذه المشكلات والخلافات، والأصعب والأكثر ألمًا هو ما يحصل من قطيعة للأرحام، حيث تحصل القطيعة بين الأقارب جرّاء أمور تافهة أحيانًا أو لأجل ميراثٍ وأخذ مالٍ بغير حقٍّ مما يدفع هؤلاء إلى اللجوء إلى المحاكم وتكليف محامين في أمور قد تطول إلى سنوات وليس ثمة حلّ قريب يلوح في الأفق ولا على المدى البعيد.

في الماضي كان هناك رجال أمناء أصحاب فهم ودراية يعملون على حلّ أي مشكلة تطرأ، فيبادرون إلى وأدها بالحكمة والموعظة الحسنة وكانوا ينجحون في مسعاهم لِما عرفوا به بين الناس من الخلق الحسن والطباع السليمة والأخلاق العالية مما جعلهم محط احترام الجميع ممن حولهم…

أما اليوم فيعمل كثير من الناس بمبدأ «من الحيط للحيط ويا ربي نصل إلى البيت»، ضاربين عرض الحائط كل ما يدور حولهم من خلافات ومشكلات مستعصية لأناس أقرباء لهم في الأسرة وذوي صلة قرابة بل وأرحام!! فيتركون الحبل على غاربه وكأنهم ليسوا بمعنيين بالأمر وهم قادرون على حلّ النزاعات ويتركون الأقرباء فريسة للوقوع بحبائل الفضوليين الذين همّهم البحث عن المتنازعين والمتخاصمين فيرفعون قضاياهم لعرضها على شاشات التلفزة عارضين مشكلاتهم وخلافاتهم أمام الكاميرات وأمام الناس بل أمام ملايين من البشر عبر الأقمار الصناعية فتكون الفضيحة أعظم وأقدح وأشدّ خطرًا من خلال طرح المصيبة والخلاف وذرف الدموع وكشف المستور…

فهل حُلّت المعضلة وعاد كل طرف سعيدًا ملتئم الجروح أم أن الفضيحة أصبحت «بجلاجل» كما يقول أهل مصر؟!

لقد أصبحنا في زمن الغرباء، في زمن غابت فيه مفاهيم التربية السليمة والترابط الأسري واحترام الأبناء لوالديهم ولمن هم أكبرُ سنًّا منهم إلا عند من رحم اللّه، وهم قليلون…

وسادت مفاهيم مستوردة حطت رحالها على ساحات مجتمعنا وتركت آثارًا رديئة… بصماتها واضحة… وهذا غيض من فيض…█