الجمل هو الذكر من الإبل وهو ذكر الناقة. والإبل من الحيوانات العجيبة وإن كان عجبها سقط من أعين الناس لكثرة رؤيتهم لها. إن الإبل قد اجتمع فيها ما تفرّق من المنافع في غيرها من أكل لحمها، وشرب لبنها، والحمل عليها، والتنقّل عليها إلى البلاد الشاسعة، وعيشها بأي نبات أكلته فهي ترعى كل شىء نابت في البراري والمفاوز مما يرعاه سائر البهائم، وتحتمل العطش إلى عشرة أيّام فصاعدًا، وطواعيتها لمن يقودها ولو للصبي الصغير مع كونها في غاية القوة على العمل وعظم جسمها، وتنهض بعد أن يحمّل عليها الأحمال الثقيلة وهي جالسة وتَبْرُكُ بها كذلك، ويتخذ على ظهرها بيت يقعد فيه الإنسان مع مأكوله ومشروبه وملبوسه ووسائده كأنه في بيته ويتخذ للبيت سقف وهو يمشي بكل هذا. وقد ذكرت في القرءان الكريم في قوله تعالى في سورة الغاشية: ﴿ أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)﴾ المراد بها الجمال وقد خصَّ اللّه تعالى الإبل بالذكر دون غيرها لأن العرب لم يروا بهيمة قط أعظم منها ولأنّها كانت أنفس أموالهم.
وللإبل ألقاب منها: العيس ومعناها الشديدة الصلبة، والشملال وهي الناقة السريعة، واليعملة وهي التي تعمل، والوجناء وهي الشديدة أيضًا، والناجية وهي السريعة، والعوجاء وهي الضامرة، والشمردلة وهي الطويلة، والهجان وهي الإبل الكريمة، والكَوماء وهي الناقة العظيمة السنام، والحرف وهي الناقة الضامرة، والقوداء وهي الطويلة العنق، والشمليل كذلك السريعة.