تعتبر صياغة المجوهرات والذهب من أقدم الحِرَف التي عمل بها الإنسان إذ إنّها تترافق مع رغبته بالزينة وقد تغيّرت هذه الحِرفة مع مضي الزمن وصولًا إلى زمننا هذا مرورًا بالعصور القديمة، والإغريق والرومان والفراعنة والعرب. ففي البدء كان الاعتماد على الموادّ الثمينة التي تدخل في التصميم كأسنان بعض الحيوانات المفترسة واللؤلؤ المستخرج من بعض الحيوانات المائيّة وبعض الأحجار الملوّنة والجميلة… فبصعوبة الوصول لهذه الموادّ اكتسبت هذه الحرفة قيمتها. ثمّ دخل عليها الذهب الذي أضفى لمعانًا مميّزًا على القطع. أخذ الذهب الصدارة بين مختلف المعادن وأدوات الزينة والحليّ نتيجةً لندرته وخصائصه التي تميّزه عن سائر المعادن، ونتيجةً لمقاومته للتأكسد بفعل العوامل المحيطة به بخلاف الحديد مثلًا الذي قد يلحقه الصدأ. كذلك فهو يتمتّع بليونة وقابليّة طبيعيّة لتشكيله وتحويله إلى أشكالٍ ونماذج مختلفة. وقد سمحت له قيمته العالية هذه باعتماده كعملة تجاريّة وقوّة اقتصاديّة للدول.

لم تكن التقنيات الأولية المستخدمة في صياغة الذهب تعتمد على النار بل كانت الأدوات المستخدمة لا تتعدى وسائل الطي والضغط والتسطيح والتدوير وتحويل الأشكال وتغييرها بواسطة المطرقة والسندان والملاقط وأدوات الضغط.. لذلك كان الحرفي العامل في هذه المهنة يعاني صعوبات جمّة تتمثل في الأوقات الطويلة للعمل دون الحصول على نتائج مرضية نتيجة عدم توفـّر الأدوات الدقيقة والتي بظهورها تلاشى الكثيرُ من الصعوبات. ومع دخول النار إلى هذه الحرفة تذلّلت صعوباتٌ أخرى وأصبحت من أهمّ الوسائل المسخرة لصياغة الذهب، إذ إنّ دخولها أحدث نقلة نوعيّة في هذه الحرفة. لقد سهّلت عمليّة تنقية الذهب من الشوائب وصناعة أشكال ونماذج مختلفة، إذ لتحويل مادة الذهب الخام إلى معدن نقي ومن ثم صياغته تحتاج إلى درجات عالية من الحرارة تصل إلى 1000 درجة مئويّة.

وقديمًا كان الحرفي ينفخ في النار على القطعة لتطويعها الأمر الذي يعرّضه للأخطار، إلّا أنه مع التطور التقني أصبح هناك أفران خاصة للنفخ تشبه إلى حد بعيد أفران الخبز.

وبتحويل هذا المعدن الثمين إلى صفائح تتحول فيما بعد إلى قطع أنيقة وجميلة بعد معالجتها بالمواد الكيميائية لتنقيتها وبواسطة القوالب تمهد للشكل النهائي للقطعة ثم تجري لها التزيين المناسب.

تمرّ إذًا صياغة الذهب بمراحل عديدة انطلاقًا من المصدر ووصولًا إلى القطعة التي نجدها في الأسواق. كلّ هذه المراحل تتطلّب من الصائغ أن يكون غنيّ الأفكار في التصميم.

ظواهر مدهشة…
غبار الألماس

«غبار الألماس» هو سحابة مؤلّفة من بلّورات جليد صغيرة على مستوى الأرض، وتُعرَف أيضًا باسم «بلّورات الجليد» «Ice Crystals». تتشكّل غالبًا هذه الظاهرة تحت سماء صافية أو شبه صافية لذلك قد يُطلق عليها اسم «متساقطات السماء الصافية» «clear-sky precipitations»، وتشتهر بها النواحي القطبيّة حيث من الممكن أن تستمرّ هذه الظاهرة لأيّام متتالية بدون توقّف. وقد تحدث في أيّ مكان مع درجة حرارة أقلّ بكثير من التجمّد.

تشبه سحابة غبار الألماس الضباب في كونها قريبة من سطح الأرض إلّا أنّها تختلف عنها بالكثافة. فالضباب يكون أكثر كثافة بشكلٍ يمنع الرؤية أحيانًا فيما تكون سحابة الغبار ذات كثافة ضئيلة فلا تؤثّر بشكلٍ ملحوظ على الرؤية. ولأنّها كذلك فهي أوّل ما تُلاحظ عبر ومضات قصيرة سببها انعكاس أشعّة الشمس نحو أعين الناظرين عبر البلّورات الصغيرة المتناثرة في الهواء. هذه المناظر المدهشة هي ما أعطى هذه الظاهرة اسمها لأنه يبدو وكأنّ العديد من قطع الألماس الصغيرة تومض في الهواء.█