منذ مدّة رحل عنا شهر رمضان المبارك الحاوي للنفحات والبركات والخيرات…
وفي العشر الأواخر منه كان الكثير من المسلمين يتدافعون إلى المساجد بشوق لصلاة قيام رمضان والدعاء علّهم يرون الأنوار، وتغفر لهم الأوزار، يذرفون الدموع مخافة اللّه عزّ وجلّ راجين أن يغفر لهم وأن يقبل دعاءهم، ويبكون بحرقة شديدة بدموع صادقة لاقتراب رحيل شهر رمضان لأن رمضان يمضي مسرعًا، والعمر لا لن يرجع!
في خضم هذه الأشواق الصادقة والمشاعر المرهفة بدأت تطالعنا على بعض شاشات التلفزة إعلانات تحت عناوين: «إكرامًا لعيد الفطر السعيد نقدّم لكم المطرب فلان الفلاني في سهرة من العمر بباقة من أغانيه الجديدة! ترافقه الراقصة الفتّانة …. والساحر …. إضافة إلى العديد من المفاجآت»!!!
ولم يقتصر هذا الأمر على العرض على شاشات التلفزة بل صرنا نراها مسطورة على صفحات الكثير من الجرائد اليومية بالخط العريض…
وهكذا عند اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك تنهال الإعلانات بكثرة بعبارة «إكرامًا لعيد الأضحى المبارك» تقام الحفلات والسهرات والمهرجانات مع باقة من أهل الفن والطرب بقيادة المايسترو «فلان… ».
وتحت عنوان «مفاجأة الموسم» نزل إعلان مفاده حضور فرقة الروك الشهيرة بكامل فريقها إلى لبنان لإقامة ثلاث حفلات صاخبة ودائمًا تحت عنوان «إكرامًا لعيد الأضحى المبارك»!!
كما تتصدر بعض شاشات التلفزة قبيل قدوم شهر رمضان المبارك بالإعلان عن المسلسلات التي ستعرضها خلال هذا الشهر الكريم تحت مسمّيات منها: «إكرامًا للشهر الفضيل» ناهيك عن عرض برامج تعتمد على إدخال الرعب إلى قلوب بعض الأشخاص من خلال الخداع والترويع والكذب غير عابئين بما يحصل لهم أو لمن هو في الواقع مريض في القلب أو مريض أعصاب أو من هو في الأصل سليم لكن بسبب هذا الفخ المنصوب له خرج مريضًا بالأعصاب، وفي النهاية يقولون لمن كان فريسة برامجهم… رمضان كريم!
إلى أيّ حد من الخطورة وصل بنا الأمر؟!! وليس ثمة وازع أو رادع أو اعتبار أو احترام من هؤلاء الأشخاص لهذه المناسبات الفضيلة!!
يستغلون هذه المناسبات وكأنها فرصة يتنافسون عليها لعرض المزيد من الفساد!؟ حسبنا اللّه ونعم الوكيل…█