بما أن أمراض الكلى تتحرك بصمت شديد، فإن غالبية مرضى الكلى يكتشفونها في وقت متأخر، ما يزيد من خطر تعرضهم للفشل الكلوي. لكن الخبر الجيد أنه يمكن رصد أمراض الكلى في وقت مبكّر، وبالتالي منع تفاقمها، وذلك من خلال الخضوع لاختبار مخصص لها.
بحسب العادة بعد بلوغ سن الستين، يخسر الإنسان 10 في المائة من وظائف الكلى مع كل 10 أعوام تمرّ. وبشكل عام، فإن حدّة أمراض الكلى تزداد نظرًا للشيخوخة وارتفاع السكري وضغط الدم، وهي العوامل الثلاثة الرئيسة وراء الفشل الكلوي.
إذًا، إن الفشل الكلوي ناجم عن أوضاع معينة تشمل السكري وارتفاع ضغط الدم، والتهاب الحويضة والكلية. وغالبًا فإن الفشل الكلوي مرتبط بارتفاع ضغط الدم، أو يعود إلى السكري. وهاتان الحالتان تسببان إصابات في الأوعية الدموية التي تُضعِف وظائف الكلى.
عندما تؤدي الكليتان وظائفهما بشكل سيئ، فإنهما بذلك تؤثران ضررًا في التمثيل الغذائي للجسم مسببتين تراكم النفايات السامة والأملاح المعدنية بسبب خلل في عملية التصفية. وهذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم الذي يسرّع بدوره إصابات الكلى وتطوّر الفشل الكلوي. وهذا الارتفاع في ضغط الدم يؤدي كذلك إلى تعقيدات أخرى خطرة جدًّا، مثل: قصور القلب، مرض الشريان التاجي، التهاب الشرايين في الأطراف السفلية.
وبما أنها تغزو الجسم بشكل صامت ولسنوات طويلة، غالبًا ما تُشخص أمراض الكلى في وقت متأخر، وتحديدًا في مرحلة الفشل الكلوي. وبذلك، يمكن لبعض الأعراض أن تظهر، مثل: الغثيان والتقيؤ، وفقدان الشهية، والحاجة الشديدة إلى التبوّل خصوصًا في الليل، والشعور بطعم سيّئ في الفم، واضطرابات النوم، والأنيميا، وتعب شديد مزمن، وتورّم الجفون واليدين والكاحلين، وتشنّجات في الليل، وضيق في التنفّس واضطرابات في دقات القلب. وبما أن هذه الأعراض التي تشير إلى فشل كلوي يصعب الرجوع عنها، فلا بد إذًا من حرص الأشخاص الأكثر عُرضة لمثل هذه الأمراض أي المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم على الخضوع لفحوصات دورية من أجل الكشف عنها في مراحل مبكرة حيث تسهل معالجتها.
أما الأشخاص الذين عليهم الخضوع لاختبار قبل ظهور أي من الأعراض المذكورة، فهم مَن تخطوا الخمسين من العمر، بالإضافة إلى المدخنين والبدناء ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، والذين لديهم تاريخ أسري بأمراض الكلى. وفي ما يتعلق بالعلاج فهو يشمل فحصًا للبول لقياس الزلال، وآخر للدم من أجل تحديد الكرياتينين. ومن دون أدنى شك، فإن الكشف المبكر يساعد في علاج أمراض الكلى ومنع تطوّرها، وبذلك يتفادى المريض الوصول إلى الفشل الكلوي وغسيل الكلى أو حتى زرعها.
ولا بد من التشديد على وجود طرق يمكن اتباعها من أجل الوقاية من أمراض الكلى، أبرزها:
-السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، لإبطاء فقدان وظائف الكلى.
-الحد من تناول الملح، من أجل تحسين عملية التحكم بمعدل ضغط الدم.
-التحكم في معدل السكري والمستويات العالية للكولسترول.
-التوقف عن التدخين.
-إعطاء أهمية كبرى للأنشطة البدنية.
-السيطرة على زيادة الوزن.
-يُذكر أخيرًا أن أمراض الكلى تطال أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، وفي كل عام يصل أكثر من 8000 إنسان إلى مرحلة غسيل الكلى.█