آمنت بالنبيّ ﷺ خديجة بنت خويلد وصدقت بما جاءه من الله وساعدته على أمره وكانت أول من آمن باللّه وبرسوله وصدق بما جاء منه. فخفف الله بذلك عن نبيّه ﷺ لا يسمع شيئًا مما يكرهه من ردٍ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبّته وتخفف عليه وتصدقه وتهوّن عليه أمر الناس رحمها الله تعالى ورضي عنها.

ثم أسلم سيّدنا أبو بكر الصديق وسيّدنا علي بن أبي طالب وغيرهما…

تبشيرُ الرسولِ لخديجة ببيتٍ من قصب

روى أحمد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب». قال ابن هشام: القصب هاهنا: اللؤلؤ المجوّف.

هاتف من الجن يُبشّر بالنبيّ محمّد

روى أبو سعد النيسابوري في كتابه «شرف المصطفى» فقال: قال الجعد بن قيس المرادي وكان قد بلغ مائة سنة، خرجنا أربعة نفر نريد الحج في الجاهلية فمررنا بوادٍ من أودية اليمن فلما أقبل الليل وعقلنا رواحلنا وهدأ الليل ونام أصحابي إذا هاتف من بعض أرجاء الوادي يقول:

ألا أيـها الركبُ المعـــــرّس بلّغوا    إذا ما وقفتــم بالحطيــمِ وزمزما

محمّدًا المبعوث منا تحية      تشيّعه من حيث سار ويمّما

وقولوا له إنا لدينك شيعة     بذلك أوصانا المسيح ابن مريما

ثم أسلم الجعد بن قيس المرادي بعد ذلك.

تبليغ قريش بأنه رسولٌ من الله مرسَلٌ للعالمين

روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما نزلت
﴿وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ ٱلأَقرَبِينَ ٢١٤ سورة الشعراء، خرج رسول الله ﷺ حتى صعد الصفا، فهتف: «يا صباحاه»! فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمّد. فاجتمعوا إليه. فقال: «يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب» فاجتمعوا إليه. فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي»؟ قالوا: ما جرّبنا عليك كذبًا. قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبًّا لك، أما جمعتنا إلا لهذا! ثم قام، فنزلت هذه السورة:
﴿تَبَّت يَدَا أَبِي لَهَب وَتَبَّ ١سورة المسد، ولما سمعت امرأة أبي لهب ما نزل في زوجها وفيها من القرءان، أتت
رسول الله ﷺ وهو جالس في المسجد عند الكعبة، ومعه أبو بكر رضي الله عنه، وفي يدها فهر –حجر- ملء الكف، فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله ﷺ فلا ترى إلا أبا بكر. فقالت: يا أبا بكر، أين صاحبك فقد بلغني أنه يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهْرِ أي الحجر فاه.