هناك عدد كبير من العوائق التي تمنع الإنسان من النوم فتسبّب له الأرَقَ، أو تجعل نومه غير مريح. فاضطرابات النوم في تعدّدها تكاد تكون محصورةً في مشكلات وحالات يعاني منها الكثيرون. منها:

-1  الخلافات الأسريّة.

-2  ضغوطات العمل.

-3  امتحانات الدراسة.

-4  الهموم المنزلية.

-5  الصدمات العاطفية.

-6  الأزمات الاجتماعية. 

هذا بالإضافة إلى القيام بخطوات تغييريّة في الحياة كالخطبة أو الزواج أو الانتقال من منزل إلى آخر أو من بلد إلى آخر، بقصد طلب العمل أو السكن، وأسباب أخرى متنوعة تختلف بحسب البيئة الاجتماعية.

ثم هناك نوع آخر من اضطرابات النوم تتعلق بمرض معيّن طارئ على الجسم، أو أعراض الأمراض المزمنة ومضاعفاتها الليليّة، لا سيما لدى الكهول وكبار السن، فهي أسباب مهمة ينبغي معالجتها لحل اضطرابات النوم.

إنَّ أكثر الناس يعانون ولو لفترة قصيرة في حياتهم من الأرق لسبب ما، فيحرمون من فوائد النوم المريح الهادئ أثناء الليل.

وعلى الرغم من اختلاف أسباب الأرق باختلاف الأشخاص، فإنَّ الجميع يتفق على أمر مهمّ، وهو الاستعداد الكامل لبذل كلّ ما يستطيعون للتخلص من الأرق وقلّة النوم، وللاستمتاع بسُبات مريح. فما هي أهمية النوم بالنسبة لجسم الإنسان؟

تشير الدراسات الحديثة أن النوم أمر يعمل الدماغ البشري على تنظيمه، وقد يكتفي بعض البالغين بثلاث أو أربع ساعات من النوم يوميًّا، بينما يحتاج العمّال وأصحاب المهن المتعبة إلى ستّ أو سبع ساعات يوميًّا، وربما لا يكتفي آخرون بعشر ساعات في اليوم. وإذا كانت قلّة النوم مشكلة عند البعض، فكثرته مشكلة أخرى حيث تسبّب الخمول والكسل.

آثار قلّة النوم إلى الحد الضارّ

قد تكون لقلة النوم آثار غير مريحة عند صغار السن خصوصًا، منها:

-1  النّعاس في النهار.

-2  تغيّر في المزاج العامّ كسرعة الغضب والقلق وتعب الجسم.

-3  ضعف في الذاكرة وفي التركيز.

-4  قلة المقدرة على القيام بنشاطات ذهنية وبدنية.

-5 التشوُّش العام طوال اليوم.

فإذا استمرّ القلق وقلّة النوم، فالمضاعفات كثيرة، والأبحاث الجديدة تؤكد أن قلة النوم تؤدي إلى الهرم والشيخوخة المبكرة، وهي تسبّب السُّمنة، وأن هناك عددًا من الأمراض لها علاقة مباشرة بقلّة النوم كداء السكّري، وأمراض القلب الوعائية. وهناك تأثير مباشر لقلة النوم على الذاكرة كما تقول هذه الأبحاث.

وكذلك تؤثّر طبيعة المكان المخصص للنوم وما يحتويه من أجهزة كهربائية كالتلفاز والحاسوب والآلات المكتبية.

ومن وسائل المعالجة تجنب مشاهدة التلفاز، أو شرب الماء، أو الأكل قبل النوم، فالفراش ينبغي أن يكون للنوم فقط.

ويستحسن تقليل الأصوات والأضواء في غرفة النوم، وتجنب شرب السوائل والمنبهات لتقليل الحاجة للتبول ليلًا، وتجنب النوم الكثير نهارًا.

ومن المهم علاج الأمراض المزمنة للتخفيف من وطأتها كآلام العضلات والروماتيزم والعظام وضيق التنفّس عند الاستلقاء، بسبب أمراض القلب أو الرئتين أو الشخير أو السعال المزمن عند مرضى الربو، فإنَّ كل هذه الأمراض تمنع النوم المريح عند البالغين.

وتمنع أعراض الربو وآلام الأذن أو المغص الأطفالَ من النوم الهادئ.

وَلْيُعلَم أنَّ اللّه تبارك وتعالى جعل الليل سباتًا وجعل النهار معاشًا، فالنوم المبكر بعد العشاء، والنوم القليل بعد القيام، والصلاة في جوف الليل من أفضل ما يفعله المسلم، حيث يقسّم ليله بين النوم والصلاة، فيحظى بخيري الدّنيا والآخرة.

ألفاظ «النوم» في لغة العرب

نام، وهجد، ورقد، وهجع، وكَرِيَ، وأغفى.

ويقال: النوم، والرقاد، والهبوغ، والكرى، والهجود، والتهويم، والسبات.

أما ترتيب مراحل النوم فكالآتي:

النعاس: أن يحتاج الإنسان إلى النوم.

ثم الترنيق: مخالطة النعاس العين.

ثم التغفيق: النوم مع سماع كلام قوم.

ثم التهويم: النوم القليل.

ثم الوسن: ثقل النعاس.

ثم الكرى: الغمض بين النوم واليقظة.

ثم الإغفاء: النوم الخفيف.

ثم الرقاد: النوم الطويل.

ثم الهجود والهبوغ: النوم العميق.

ثم التسبيخ: أشد النوم.

ومن الألفاظ الدالة على ضد النوم: سهرت، أرقت، سهدت، ما اكتحلت بنوم، ولا نمت إلا غرارًا.