الوزن الزائد والرشاقة كانا محور حديث زميلاتي المعلمات اليوم في الفرصة كالعادة! فهذا الموضوع له الأولوية عندهن تمامًا كما هو عند معظم الفتيات، يشغل عقولهن وتفكيرهنّ أكثر مما ينبغي لهن!
وافتتحت الآنسة ميرا الجلسة الصباحية بالخبر السّعيد عن مستحضر جديد من خلاصة الأناناس وهو مفيد جدًّا لإنقاص الوزن، فلاقت تفاعلًا ممتازًا من الحاضرات، فمعلمة العلوم الآنسة ريم تسيطر عليها حالة من الاكتئاب بسبب الكيلو غرامات التي اكتسبتها في الآونة الأخيرة فوجدت في هذا المنتج أملًا جديدًا وحلًّا لمشكلتها!
وأما مها، معلمة الفنون الرشيقة، فقد طلبت مباشرة عبوتين من المستحضر، فوجدتُني أتدخل بمسار الحديث قائلة لها: «ولكنكِ نحيلة للغاية يا آنسة مها ولا تحتاجين لخسارة الوزن!»
– بل أحتاج إلى خسارة كيلو غرامين إضافيين لتبرز عظامي كعارضات الأزياء!
وشهق الجميع إعجابًا بالفكرة! وتابعن الحوار «المهم» الذي ابتدأ بالوزن الزائد وانتهى بآخر صيحات الموضة!
فانسحبتُ تدريجيًّا لأغادرهنّ ببدني وبقلبي إلى أوراقي وكتبي، ففاجأتني رسالة نصيّة من أختي الصّغرى تذكّرني فيها بإحضار الدواء القاطع للشهية معي من الصيدلية! فأختي كغيرها هوسها وزنها وشكلها في المرآة، تدأب على حساب السعرات الحرارية التي ستتناولها بالورقة والقلم قبل كل وجبة خوفًا من أن تأكل لقمة واحدة زيادة!
وفي طريق عودتي إلى البيت، أخذتُ أنظرُ من نافذة السيارة لتطالعني صور كثيرة لنساء فاتنات، أجسادهنّ رشيقة! إنها الصورة النمطية للمرأة الجميلة والتي زرعها الإعلام في عقولنا، وجعل معظم النساء يلهثن ويبذلن الوقت والمال ليشبهنها!
لمَ تظنُّ الكثيرات أن المرأة هي مجرد جسد رشيق جميل لا أكثر!؟ ولم يعتقدن أن الأنوثة مرتبطة بالجمال الخارجي فقط؟ أين ذهبت الثقافة والذوق وحُسن التعامل والأدب؟
لا شكَّ في أنّ هذه الأمور عند الكثيرات في المقام الثاني أو الأخير بعد حساب السعرات والكيلوغرامات، فهو المغناطيس الذي سيجذب ابن الحلال! أليس كذلك؟!!!
لا بأس يا عزيزتي من أن تعتني بنفسك وأن تهتمي برشاقتك ولكن لا تجعلي من هذا هوسًا يلاحقكِ وتلاحقينه! أنوثتك لا تقتصر على جسد جميل أو على خصر نحيل، لذلك لا تختزلي نفسك في جسد فأنت جسد وأكثر! وأما تلك النساء اللواتي يسعينَ لتصيري مثلهن فهنَّ لسن مقياسًا للجمال، بل الإعلام أبرزهنَّ هكذا! تخيّلي لو كانت فتيات التلفاز سمينات أو ممتلئات، ألن تتهافت بقية الفتيات على شراء أدوية زيادة الوزن بدلًا من إنقاصه؟!!!
لا تشغلي نفسك في محاولة أن تشبهي صورة لا تشبهك، وبدلًا من أن تنشغلي بالدّهون في ورككِ انشغلي قليلًا بالأفكار في عقلك وبالكلمات على لسانكِ! صدقيني هكذا ستبدين أجمل!
كوني أنثى، بعطر أخلاقك، بحضورك الآسر، وبسيرتك العطرة!
وتذكري… كوني بنفسكِ أمام كل شىء، وتوقفي عن لعب دورٍ آخر غير دوركِ أنتِ..
كوني أنتِ…