تعتبر حرائق الغابات من أهمّ الأسباب التي تهدّد الثروة الحرجية من أشجارٍ ونباتاتٍ وكلّ ما يرتبط بها من حيوانات تعيش فيها. لذلك فهي تشكّل تهديدًا كبيرًا على البيئة، فهي لا تؤدّي فقط إلى تلويث الهواء بالغازات المنبعثة من تلك الحرائق، إنّما يترتّب عليها نتائج بيئيّة قد تكون أخطر من الغازات. فمن نتائج تلك الحرائق تدمير أعداد من الأشجار وبالتالي تهديد التربة بالانجراف إذ لم تعد جذور الأشجار المتضرّرة قويّة بما يكفي لمواجهة أمطار الشتاء. فيأتي موسم الأمطار الغزيرة والفيضانات أحيانًا مسبّبًا انهيارات تربيّة قد تهدّد القرى والطرقات المحيطة. هذا التغيير البيئي السريع قد يسبّب موت أعداد كبيرة من الحيوانات التي تخسر بيوتها بسبب الانهيار… فإن نجت من الحريق قد لا تنجو من الغرق أو الانجرافات. لذلك فخطورة هذه الحرائق خطورة مزدوجة على التنوّع البيولوجي للنواحي المتضرّرة: خطورة نباتيّة وخطورة حيوانية.
تتعدّد أسباب هذه الحرائق إلّا أنّ المراقبين يردّون أغلبها إلى الإهمال من قبل المتنزّهين، فمنهم من يرمي الفحم المشتعل دون التأكّد من إخماده، ومنهم من يرمي سجائره المشتعلة على الحشيش، ومنهم من لا يجمع نفاياته قبل مغادرة الحرج فتتسبّب أعقاب قناني الزجاج التي يخلّفها وراءه باشتعال العشب اليابس المحاذي لها نتيجة أشعّة الشمس المتجمّعة عبر تلك الأعقاب… وتزداد احتمالات الاشتعال بارتفاع حرارة الجوّ ويبوس الحشيش، كذلك تتوسّع المساحات المحترقة بازدياد سرعة الرياح. لذلك تلاحظ أنّ هذه الحرائق تكثر في فترة نهاية أيلول حتى بداية تشرين، وهي الفترة التي تتوفّر فيها كلّ تلك الظروف المناخيّة.