الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على سيّد المرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

إن كان المؤمن الذي عرف الله ورسوله وتجنّب الكفر ممّن يؤدّي الواجبات التي فرضها الله على عباده، ويجتنب المحرّمات التي حرّمها الله على عباده، فإنه يعيش عيشة سعيدة في قبره وفي ما بعد القبر إلى ما لا نهاية له، ولا يصيبه شىء من النكد، لكنّ الموت بالنسبة للمؤمن الكامل مثله كمثل الجنين حين يخرج من بطن أمّه، خرج من الضيق إلى السعة. الإنسان الذي مات إمّا أن يكون خرج إلى سعة ورخاء وفرح، وإمّا أن يكون خرج إلى ضيق ونكد، فلا يكون أحد سالمًا من عذاب الله تبارك وتعالى المؤبد إلا بهذه الطريقة وهي الإيمان باللّه ورسوله إيمانًا لا يُخالجه ولا يُخالطه شكّ، هذا هو الإيمان الذي ينفع الإنسان بعد موته، أمّا من كان على شكّ يخالطه ولو كان لا يظهره للناس فإنّه عند الله تبارك وتعالى ليس مؤمنًا، فإذا كان الأمر هكذا فلتكن عناية الإنسان بالثّبات على الإيمان والمحافظة على العقيدة من أن تتغيّر، وحفظ اللّسان من النّطق بكفرية أو كفريات وحفظ الجوارح من الكفر.