قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ سورة النجم. وقال تعالى في سورة النساء: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)﴾ صدق الله العظيم.
إنها قَبَسَاتٌ نورانية وإشراقاتُ خَيْرٍ من هُدَى الطبّ النبويّ الشريف، تزيدُ المؤمن إيمانًا، وتَشْهدُ بصِدق نبيّنا محمّد ﷺ.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾ سورة النور/35. ويقول الرسول الأعظم ﷺ: «كُلوا الزيت وادّهنوا به فإنّه من شجرة مباركة» رواه الترمذي.
الزيتُ في الطب العربي القديم
ذكر مشاهير أطباء العرب القدماء الزيت في علاج الكثير من الأمراض شربًا ودهنًا، فقالوا: «إنه يحبس العَرَقَ ويبطئ الشيب أكلًا ودهنًا، ويخرج الدود من البطن. ويقوي البدن وينشط الحركة ويلين الطبيعة ويحفظ الشعر، وجميع أصنافه ملينة للبشرة ويمنع البرد من أن يسرع إلى الأبدان وينشطها للحركة. وينفع من السموم ويشد اللثة، والعتيق منه يُكتحل به ليُحد البصر وينفع لمرض النقرس» وهو داء الملوك، لكن ليحذر من يعاني من التهاب في الشبكية أن يكتحل به، والأحسن أن يستشير الخبير الثقة…
ولما سُئل أحد المعمّرين الرومانيين من ذوي الحكم والسلطان عن السبب في بقاء صحته العقلية والجسمية وقد جاوز عمره المائة سنة أجاب: العسل من الداخل والزيت من الخارج. وفرعون مصر هذا الحاكم الطاغية الذي قال لقومه: «أنا ربّكم الأعلى» وكفر بنبيّ الله موسى عليه السلام،
هذا الحاكم الطاغية عاش أربعمائة سنة وكان يتمتّعُ في حياته بجسد قوي وصحة جيدة، حيث إنه لم يشكُ في حياته صداعًا قَطُّ. وقيل إنّ السبب في ذلك أنه كان يغمس جسده في وعاء كبير يوضع فيه زيت الزيتون.
فوائدُ زيت الزيتون الغذائية
يمتاز زيت الزيتون عن غيره من الأدهان بصفات كثيرة، فهو سهل الهضم، وتركيبه قريب من تركيب الأدهان الموجودة في حليب الإنسان وامتصاصه وهضمه أسهل على الجسم من امتصاص وهضم أي مادّة أخرى. وهو يحتوي على العديد من الفيتامينات الضرورية للأجسام.وزيت الزيتون غذاء عظيم للأطفال لاحتوائه على العناصر المطلوبة للنمو ولارتفاع قيمته الغذائية واشتماله على الفيتامين «د-D» الذي يقي الأطفال الكساح وتقوّس الساقين ولين العظام. ويضفي على الوجه حمرة وإشراقًا. كما يمتاز زيت الزيتون باحتوائه على الموادّ المسمّاة «ليبوئيد» -أشباه الأدهان- هذه الموادّ ذات الأثر الفعّال في تغذية ما يسمّى الحجيرات السامية في جسم الإنسان وخاصة النسيج السنجابي في الدماغ. ويمكن اعتبار الزيت عاملًا في زيادة القدرة على التفكير والذكاء. وهو غني بالفيتامين «و-E» فهو مخصب ومقوّ للنسل.
الزيت غذاء ودواء
يُعَدُّ زيت الزيتون عند خبراء التغذية من أفضل الأغذية فهو نافع لمرضى ارتفاع دهون الدم والكوليسترول. وهو يفيد في تقليل فرص ترسب الدهون في شرايين القلب والدورة الدموية. وهو يلطف سطوح الجلد المصابة بالالتهابات. وكذلك يفيد الجلد المصاب بالأكزما والصدفية ويُعتبر من خير الأدوية الكبدية. فقد عرفت خواصه المفرغة للصفراء المحرضة للكبد على الإفراز، لذا فهو يستعمل في حالات الحصيات المرارية الكبدية. كما يتداوى به في حالات الإمساك ولمنع تكاثر الحموضة في المعدة والتشنج المعوي، وتناول ملعقتين كبيرتين من الزيت قبل الطعام بنصف ساعة دواء ممتاز من أدوية معالجة الإمساك. وقد أثبتت هذه الأبحاث أن تناول المرأة لزيت الزيتون أكثر من مرة في اليوم يحميها من سرطان الثدي، ومن هذه الأبحاث ما قام به فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد بإنجلترا، حيث توصلوا إلى أن تناول زيت الزيتون بصفة منتظمة في الوجبات الغذائية يؤدي إلى تخفيف آلام المفاصل. وهو يؤدي إلى تمتع آكليه بصحة جيدة في أبدانهم وندرة الإصابة بجلطات القلب، كما أكدت هذه الأبحاث أن آكلي زيت الزيتون كمصدر أساس للدهون في الغذاء هو السبب وراء ندرة مرض شرايين القلب التاجية بين سكان المدن الذين يستهلكون زيت الزيتون بكميات كبيرة. ولقد دُهِشَ الأطباء الباحثون حينما اكتشفوا أن سكان جزيرة «كريت» التي تقع في البحر المتوسط هم أقل الناس إصابة بأمراض القلب والسرطان في العالم أجمع، ودُهِش هؤلاء الأطباء أكثر عندما عرفوا أن سكان جزيرة «كريت» هذه يستهلكون زيت الزيتون أكثر من أي شعب آخر، فحوالي %33 من السُّعرات الحرارية التي يتناولها سُكان هذه الجزيرة يوميًّا يأتي من زيت الزيتون فلذلك هم أقل الناس إصابة بأمراض القلب والسرطان في الأرض.
ولقد ذكرت دائرة المعارف الصيدلانية الشهيرة «مارتندل» أنّ زيت الزيتون مادة ذات فعل مُلَيّن ويعمل كمضاد للإمساك ويلطف السُّطوح الملتهبة في الجلد ويُستعمل في تطرية القشور الجلدية الناجمة عن الأكزيما وداء الصَّدفية وكلّ هذا مصداق لقول رسول الله النّبيّ الأعظم ﷺ: «كُلوا الزيتَ وادّهنوا به فإنّه من شجرة مباركة» رواه الترمذي. فما أحسن طبّ نبيّنا الأعظم محمّد ﷺ وما أعظم هديه لأمّته.