الزم النقاء…

النقي تَقبَلُه القلوب… 

تأنس به الوجوه…

ترتاح لرؤيته العيون…

رائقًا بلا شوب…

كالماء النقي الصافي… يستساغ ويستمرأ…

يدخل على الطعوم فيحفظها ولا تتغير به…

وتغسل به الأدران فينقي الأبدان والمكان…

النقي…

يدخل بيوت الناس فلا يتحرجون به…

ويكون في مجالسهم… فلا يتكلفون أمامه…

هو قابل للترقي فيما بينهم من غير نكير…

يأمنون جانبه… ويقبلون قوله… ويُحسنون به الظن…

وإذا ذكر في غَيبةٍ… أثنوا عليه وأكثروا من ذكر الخير فيه…

إذا حدّث صدَّقوه…

وإذا سأل أجابوه…

وإذا طلب أعطوه…

وإذا شهِد اعتبروه…

الطريق أمامه واسع الجادّة…

والأبواب في وجهه مفتّحة للسلوك…

فإن زلّ وخالط الخطأُ نقاءه…

ترددوا في قبوله…

وشكوا في رجوعه عن الزلل… حتى يجرّبوه بعدُ… مهما اجتهد في إظهار ندمه وإعلان أَوبَتِه وتَوْبَتِه…

فإن كنت نقي المسيرة… فاعلم أنّك ذو حظ عظيم… وعندك في خزائنك كنز كريم…

فكّر ألف مرة… قبل أن تخطئ مرة…

فلزوم الخير… درب طويل… لكنه إلى حُسن العاقبة قريب…

والانحراف عنه ولو كان يسيرًا… فقد يؤخرك عن رتبتك الى أمد بعيد…

الثوب الأبيض… سريع الحمل للدرن… مهما خفّ اللون… يظهر أثره فاقعًا…

فصُن نفسك في حصن نقائها…

وارفعها عن وسخ الأخطاء…

وعش على النقاء… واسلك على الصفاء… يرفعْك ربّك ويجعل لك في قلوب الناس القَبول…