الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين. 

قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)سورة الروم. 

وَضَعَت الشريعةُ الإسلامية أُسُسَ العِشرة الزوجية بين الزوجين وقواعدها، بهدف حماية الحياة الزوجية من السُّقوط والانهيار… وهناك آداب وأخلاق وحقوق للزوجين لا بُدَّ لكل من الزوج والزوجة معرفتها ومراعاتها في عِشرتهما الزوجية لتثمر العلاقة بينهما ثمارًا طَيّبة يانعة يرضاها الله تعالى ورسوله المجتبى ﷺ.

إخوة الإسلام… إن دين الإسلام لم يغلّ يد المرأة المسلمة ولم يقيّدها إلا بقيود أدبية فيها مصلحتها وترفع من مكانتها وقدرها وتزيد من إنتاجاتها النافعة في المجتمع. إن الإسلام أخذ بيد المرأة المسلمة وأنقذها من الظُّلم والظلمات التي كانت رازحة تحت ثقلها في الجاهلية قبل البعثة النّبويّة. فلما بَعَثَ اللهُ تبارك وتعالى سيّدنا محمّدًا ﷺ فجعله نبيًّا رسولًا أخذ بيد المرأة المسلمة وحرّرها تحريرًا صحيحًا ومعقولًا لا ضَيْر فيه، أعطاها حقّها كاملًا غير منقوص، فالنساء شقائق الرجال، والإسلام جعل المرأة قرينة الرجل في التكاليف والأحكام كلها إلا ما اختصّت به من إفرادها ببعض المميّزات والأحكام وهو في كل هذا يُراعي تكريم المرأة المسلمة واحترامها والعطف عليها، ولقد ثبت أن الرسول الأعظم ﷺ وصَّى في حجة الوداع بالنساء وصيةً بالغةً، وحَضَّ حَضًّا شديدًا على حُسن عِشرتهنَّ ومعاملتهنَّ وعدم تضييع حقوقهنّ فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: «اتقوا الله عزّ وجلّ في النساء فإنهن عندكم عَوَان لا يملكن لأنفسهن شيئًا» رواه الإمام أحمد. ومعنى قوله ﷺ: «عَوَان» أي أَسِيرات، ففي هذا الحديث شَبَّهَ رسولُ الله ﷺ المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسيرة. وذلك أنها محبوسة لحق الزوج، وله السلطة عليها بما يُجيزه ويوافق عليه الشرع.

وقال عليه الصلاة والسلام: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي» رواه الترمذي، ومعناه أنا أحسن معاملة لأزواجي منكم، وأنتم مَنْ كانت معاملته للنساء وأزواجه حسنة فهو من أفضل المسلمين.

ولقد حضّ النّبيّ الأعظم ﷺ أمّته على حُسن عِشرة الزوجات من خلال سيرته معهنّ، ومن حُسن آدابه وعِشرته ﷺ لزوجاته وتواضعه معهن وخدمته لهنّ في بيوتهنّ
رضي الله عنهنّ، وكان عليه الصلاة والسلام يُؤنسُ زوجاته ويلاطفهنَّ ويُمازحهنّ ويسهر ليلًا معهنّ يسامرهنّ، ويُعاشرهنّ بالمعروف ويرفق بهنّ ليدخل السرور إلى قلوبهن.

فكان ﷺ أعرفَ الناس بطبيعة المرأة ومشاعرها والفطرة التي خلقها الله تعالى عليها وبيّن ذلك لأمّته في أحاديثه الشريفة وأوصاهم ﷺ بالنساء خيرًا وأن يُحسنوا عِشرتهنّ ومعاملتهنّ، يقول عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنساء خيرًا» متّفق عليه.

أخي المسلم أختي المسلمة… لقد شَبَّهَ الرسولُ الأعظمُ ﷺ النساءَ بقوارير الزجاج لأنَّ أقلَّ شىء يُؤَثرُ بهنَّ وهنّ يتأثّرن به فقال ﷺ: «رفقًا بالقوارير» رواه ابن الأثير، فلتكنْ يا أخي المسلم رفيقًا حليمًا بالنساء، فالمرأة أمك وأختك وزوجتك وابنتك، فلا تنظر إليها وكأنها شىء مُهان على الإطلاق كما كانوا يفعلون في الجاهلية قبل بعثة الرسول المصطفى ﷺ، فالمرأة المسلِمَة ليست كذلك، فالمسلم له حرمة عند الله تعالى وهو أفضل عند الله من العرش بل هو أفضل من الكعبة لما حَوَى قلبه من الإيمان ومعاني توحيد الله تعالى، فافهم ذلك أخي المسلم والله يتولى هداك
والحمد للّه أولًا وآخرًا…

حديث من القلب إلى القلب
https://manarulhudamag.com/238_51

رحمة الإسلام وعدله بالنساء
https://manarulhudamag.com/238_52

حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية
https://manarulhudamag.com/238_53

ما لهما وما عليهما من حقوق
https://manarulhudamag.com/238_54

كيف يحظى الزوج بمحبة زوجته
https://manarulhudamag.com/238_55

صفات ذهبية حميدة يعشق بها الزوج زوجته
https://manarulhudamag.com/238_56