لقد جاء الإسلام بالعدل وأنصف المرأة والرجل، والزوج والزوجة وجعل لكل منهما حقوقًا على الآخر، تكفل السعادة الزوجية، ومن نظر بنور العقل يعلم يقينًا أن الإسلام لم يظلم المرأة قط كما يدعي أصحاب العقول القاصرة، بل أنصفها وأعطاها حقوقًا، سواءً كانت زوجة أم أمًّا أم أختًا، وجعل الإسلام لها دورًا فعّالًا في خدمة المجتمع وتربية الأجيال على هدى الشريعة الإسلامية. وجعل الإسلام لكل من الزوجين حقًّا على الآخر، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ سورة البقرة/228. والمعنى أن للنساء على الرجال حقوقًا كما أن للرجال على النساء حقوقًا، والمراد بالدرجة التي جعلها الله تعالى للرجال على النساء «القوامية» التي بيّنها الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ سورة النساء/34، فللرجل على المرأة قوامة ورئاسة وسلطة، فهي مسؤولية وتكليف لا طغيان واستبداد، فالرجل له قوامة وسلطة توجيه لشؤون زوجته وأولاده بتعهد أمورهم وأحوالهم وهو المكلف شرعًا بالنفقة الواجبة على زوجته وأولاده الذين هم دون البلوغ في المطعم والملبس والمسكن. 

ثم إن الحكمة تقتضي أن يكون الرجل أحقَّ بهذه القوامة والرئاسة والمسؤولية لما فطره الله عزّ وجلّ عليه من قوة العقل وحُسن التدبير وقوة الجسم والقدرة على الكسب والإنفاق.

والزوجةُ الصالحةُ هي من النعم الجليلة التي ينبغي للزوج أن يقدّرها حقّ قدرها ويحافظ عليها قبل فقدها، وقد قال الرسول العظيم ﷺ: «الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» رواه مسلم.

لقد أوصى النّبيّ الأعظم ﷺ في حياته بحُسن عِشرة النساء، وحُسن عِشرة الزوجة تتطلب سياسة حكيمة وتواضعًا من جانب الزوج تتناسب مع طبيعة المرأة والفطرة التي خلقها الله تبارك وتعالى عليها. وهاكم معاشر الأزواج الكرام نصائح قيمة وقواعد أساسة في عِشرة الزوجات التي يحظى الزوج بسببها بمحبّة زوجته وعنايتها ورعايتها.

-1 احترامُ الزوجة وإكرامها: فهي أم أولاده، وموضع سرّه ونجواه، وقد أنعم الله تعالى على الرجال بأن جعل لهم الزوجة رفيقة حياتهم، وسكينة لهم، فاحترم يا أخي المسلم زوجتك المسلمة وأكرمها وعلّمها كيف تحترمك وتراعيك، وما أحسن ما قاله رجل لزوجته ناصحًا لها:

خذي العفو مني تستديمي مودتي  ولا تنطقي في سَوْرتي حين أغضب

 

ومعنى «سورتي» غَضَبي. وروي عن رجل آخر أنه قال لزوجته مُعَلّمًا إياها كيف يتصرفان معًا عند الغضب: «تُراضينني وأُراضيكِ». وقال لها أيضًا: «إذا غَضِبتُ فأرضيني وإذا غَضبتِ أرضيكِ، فإنا إلا نفعل ذلك يُوشكُ أن نَفْتَرِقَ».

-2 الاهتمام بالنظافة وطيب الرائحة: فاملأ أيها الزوج العاقل عيني زوجتك بنظافة جسدك، وفرّح قلبها بطيب رائحتك، فإنَّ للزوجة مشاعر وأحاسيس وانفعالات تمامًا مثلما للزوج، والزوجة يُعجبها منك ما يُعجبك منها، فلا تتغافل عن مثل هذه الأمور في معاشرتك لزوجتك لتدوم وتستمر الألفة والمودة بينكما.

-3 الاعتراف بإحسان الزوجة وشكرها على معروفها، فقد قال النّبيّ العظيم ﷺ: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» رواه الترمذي. ومعناه أن من تمام شكر الله شكر الناس. فاعترف أيها الزوج لزوجتك بجميل إحسانها لك، فهي أم أولادك، والراعية لهم في حضورك وغيابك، وهي أنيسك التي تقضي معها أكثر أوقاتك وهي حلالك التي تقضي معها وطرَك وحاجتك، فَرُدَّ جميلها معك بحُسن عِشرتها طالبًا الثواب من الله تعالى.

-4 لا تبحث عن عيوب الزوجة: ففتش أخي المسلم عن محاسن زوجتك الأخلاقية ولا تبحث عن عيوبها الجسدية، واعلم أنه إن ساءك منها شىء أعجبك منها أشياء، وكن لزوجتك قدوة خير في أداء الواجبات واجتناب المحرمات، وعَوّدها طاعة الله تعالى، واجعل همك ورأس مالك التعاون معها لزاد الآخرة، ولا يكن همك متاع الدنيا الزائلة فهذه الدنيا لا تدوم ولا تصفو لأحد. وقد قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى سورة البقرة/197.

فأحسنْ أيها الزوجُ النبيه الـمُـتبصّر معاشرة زوجتك، ودارِها في دارك وراعها في جميل عشرتك وصحبتك لها عن طريق الملاعبة والمداعبة والمزاح كما تحب ذلك الزوجة من زوجها فتكسب بذلك ودّها ومحبتها، ولكن اتبع حدًّا لا يفسد خُلُقها، ولا يُسقط هيبتك من قلبها، وخير الأمور الوسط والاعتدال.

-5 مساعدةُ الزوجة في شؤون البيت، فأحسن أيها الزوج العاقل عِشرة زوجتك بخدمتها وخدمة بيتك تواضعًا للّه تعالى وطلبًا للثواب منه سبحانه، فإن التواضع للّه مَقَامٌ عالٍ وطريق للمعالي ولعلو الدرجات عند الله تعالى، واقتدِ برسول الله ﷺ، فقد ورد عن إحدى زوجاته أنه ﷺ كان في بيته يكون في خدمة أهله، وكان عليه الصلاة والسلام في بيت زوجاته كآحاد الناس، يحلب شاته بنفسه، ويرقع ثوبه، ويصلح نعله، ويعين زوجاته في أعباء البيت، مُعلّمًا أمَّته التواضع للّه تبارك وتعالى وحُسن معاشرة الزوجات.

حديث من القلب إلى القلب
https://manarulhudamag.com/238_51

رحمة الإسلام وعدله بالنساء
https://manarulhudamag.com/238_52

حسن معاملة الزوجات طريق إلى السعادة الزوجية
https://manarulhudamag.com/238_53

ما لهما وما عليهما من حقوق
https://manarulhudamag.com/238_54

كيف يحظى الزوج بمحبة زوجته
https://manarulhudamag.com/238_55

صفات ذهبية حميدة يعشق بها الزوج زوجته
https://manarulhudamag.com/238_56