عزيزتي يومياتي…
لم يفت الكثير من الوقت منذ أفضيت إليك عن شىء من مكنونات صدري بخصوص مواقف بعض الرجال من أدوارهم داخل بيوتهم ومع أسرهم… وناجيت الرجال حينئذ بالتعاون مع أزواجهن في البيت على البرّ وعلى إنجاح أمور أسرهم بتوزيع الأدوار وتقسيمها كي لا ترزح الأم تحت وطأة حمل كبير لا تستطيع التعامل معه وحدها بنفس الفعالية.
ولا يسعني اليوم إلا أن أفكر بما أنصح به النساء لتحسين أمور العيش الزوجي المشترك. لن أتكلم تحديدًا عن حقوق الزوج على زوجته، فقد تكاد كل زوجة تحفظ هذا عن ظهر قلب… بل سأتكلم في أشياء مختلفة قليلًا ولكنها تؤثر أيضًا على نجاح العلاقة أو فشلها.
أختي.. احترمي زوجك يا عزيزتي… احترميه في غيابه كما في حضوره… لا تكلّميه كما تكلّمين أحد أبنائك أو تصنفيه في تفكيرك أو حديثك عنه على أنه كذلك. ألم تسمعي نساء يقلن زوجي هو طفلي الإضافي؟ هو ليس كذلك! هو جدير بمكانة أكبر لا يشعر فيها بأنك لا تقدّرين قدراته العقلية أو ما يمكن أن يساهم به. فأحيانًا تأخذ الزوجة من الزوج هذا الدور ثم تتوقع من زوجها تصرّفًا مغايرًا.
خذي رأيه وأشركيه في القرارات واحترمي ذكاءه… ولا تستصغري ذلك الدور كي لا تخسري مشاركته تدريجيًّا وتصبحي في حالة من النقمة عليه مستمرة ومزعجة.
احترمي زوجك أيضًا بأن لا تخبري الجميع عن أصغر مشكلاتكما أو عن جميعها ولا تظهريه بمظهر يحمل الآخرين على احتقاره إن لم يكن في ذلك دفع ضرر أو ضرورة حقيقية… فبينما تنسين أنت بعد يومين ما أحزنك منه أو ما اختلفتما عليه لأنكما تصافيتما، لن تنساه في الغالب أمك أو أختك أو صديقتك بل قد تبقى في قلوبهن وعقولهن المواقف البشعة ويحكُمْن على
زوجك من خلالها.
ابتعدي عن وضع نفسك في مواقف لك غنى عنها على وسائل التواصل الاجتماعي وحافظي على نفسك وزوجك وأسرتك وصيتك بين الناس. لا تفعلي في الخفاء ما يضر بك إن ظهر إلى العلن… وتذكري أنك وإن تسترت اليوم عن تصرفات غير سليمة هناك يوم فضيحة كبرى لا مفر لنا منه إن لم نتب.
لنتذكر معًا أيها الأزواج أن نستثمر الكثير في زواجنا فيما يرضي الله لكي يكون مؤسسة ناجحة… نحرص على أن تتضافر جهودنا لإصلاح الخلل فور حدوثه قبل أن يتفاقم ويصعب إصلاحه… لنتذكر أن الله خلق لنا من أنفسنا أزواجًا لنسكن إليها… فنتخلى عن الرغبة الملحة للنصرة للنفس ونركز طاقاتنا على ما نستطيع فعله معًا ليكون زواجنا ناجحًا محبّبًا وشيئًا نستمدّ منه قوة وفرحًا… ففي الدنيا نحن عابرون… ونتمنى أن نعبر بسلام إلى برّ الأمان الأبدي إن شاء الله.