العمر رحلة وفي هذه الرحلة محطات عديدة تختلف معها حياتنا ومن أبرز هذه المحطات محطة الزواج، وهي محطة يسبقها ويزامنها ويتبعها الكثير من المتغيّرات في حياتنا… 

ففي المرحلة التي تسبق الزواج يكون اختيار الرجل لزوجته من أهم المفاصل الذي ينبغي أن يوليها اهتمامه، فهذه المرأة هي من ستكون رفيقتك في حياتك وستأتمنها على نفسك وبيتك وأولادك فيما بعد، لذا حُسن الاختيار أمر بالغ الأهمية، فالبعض يبحث عن ذات الجمال متجاهلًا جوانبَ أخرى قد تدفعه للندم لاحقًا، فجمال الوجه مع قبح النفس سيجعل من حياتك ساحة حرب وكرب غالبًا. والبعض الآخر قد يبحث عن ذات المال أو الحسب لكن ما نفع المال والحسب إن كانت العلاقة مع الزوج تنطلق من مقاربة أنه هو يحتاجني وهو أدنى مني وأنا بنت فلان وأنا وأنا وأنا… فأيّ حياة زوجية هذه؟؟!!! ناهيك عمن يختار الزوجة بحسب ما تحمل من جواز سفر يمكّنه من الهجرة والحصول على تقديمات من البلد المضيف، وما إن تطأ أقدام البعض أرض بلدان المهجر حتى تتغيّر الطباع ويصبح الانفصال الخيار الأبرز.

لذلك قال رسول الله ﷺ فيما رواه البخاري: «تُنكَحُ المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك»، ومِن ثمَّ فالأولوية تعطى لأمر الدين كما أشار الرسول الأعظم ﷺ، وورد عن سيّدنا عمر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال له: «ألا أخبرك بخير ما يكنزه المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرّته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته» رواه الحاكم في المستدرك. وهذا فيه حثّ واضح على اختيار ذات الدين.

فيا أيتها الزوجة اعلمي أن زوجك هو أحق الناس عليك، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت يا رسول الله أيّ الناس أعظم حقًّا على المرأة؟ قال: «زوجها» رواه الحاكم في المستدرك. فأطيعي زوجك بكل خير وكوني خير من يحفظه وأولاده ويحمل أمانته.

ويا أيها الزوج اعلم أن الرسول الأعظم قال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذي، وأهله هنا معناها زوجته. في الختام نقول: إن أصل استقامة الحياة الزوجية هو أن يكون شرع الله يحكمها، وأن يكون الإحسان المتبادل عنوان كل عمل وكل مرحلة فيها…