رمضان: من أسماء الشهور معروف. قال ابن دريد: «لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي هي فيها فوافق رمضان أيام رَمَضِ الحرّ وشدته فسُمّي به، وكان اسمه «ناتقٌ» في اللغة القديمة». قال الفرّاء: «شهر رمضان مأخوذ من رَمِضَ الصائم يَرمَضُ إذا حرّ جوفه من شدة العطش». وقال: «يُقال هذا شهر رمضان، هما شهرا ربيع، ولا يُذكر «الشهر» مع سائر أسماء الشهور العربية، يقال هذا شعبان قد أقبل». جاء في تاج العروس: الرَّمضُ: شدة وقع الشمس على الرمل وغيره. وقيل: الرمض: شدة الحرّ كالرمضاء. وقيل: هو حرّ الحجارة من شدة حرّ الشمس. يقال: رمض الرجل يَرمَضُ رَمَضًا إذا احترقت قدماه من شدة الحرّ. 

الصوم في اللغة

قال الإمام عبد الرحمن بن الجوزي: «الصوم في اللغة الإمساك». وذكر بعض المفسرين أن الصوم في القرءان على وجهين. أحدهما الصوم الشرعي المعروف ومنه قوله تعالى:
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُسورة البقرة/183. والثاني: الصمت، ومنه قوله تعالى حكاية عن
مريم: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا سورة مريم/26. ويقال في اللغة: «صامَتِ الخيل» إذا أمسكت عن السير. و«صامَت الريح» إذا أمسكت عن الهبوب. أما في الشريعة فالصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات مع انضمام النيّة.

الليل والنهار

يتفق العرب في كلامهم على تقديم الليل على النهار، ولهذا يُؤرّخُون فيقولون: «لخمس بقين، ولستٍ بقين من الشهر». وعلة ذلك عندهم أن الشهر إنما تُعْلَم بداءته بالهلال فيكون أوّله على ذلك الليل.

وورد في الحديث: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» رواه البخاري، وروى الطبراني عن النّبيّ ﷺ: «من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال فكأنما صام الدهر» قال بعض العلماء: قال «ستًّا» في ما هو مذكّر على تقدير اليوم وهو جائز إذا حذف، أو هو باعتبار لياليه. وإنما أراد بالصيام الأيام إذ الليل لا يصام.

قال أحد البلغاء: «الليل والنهار فرسان يركضان بالبشر إلى انقضاء الأعمار». وشبّه آخر الليل والنهار بالرحى وهي التي يطحن فيها الحبّ فقال: «الليل والنهار رحيان لطحن الأعمار».

قال الشاعر:

يا سـائــلــي عـن شـيب رأسـي شـيـبـة       اسـمـع جـوابــي فــيــه غيـر مُـعَـرّض

طَحَنَت رحى الملَويْن عُمري وانثنى       فـي مَــفــرقي أثـــرُ الــغــبـار الأبـيـضِ

وقال أحدهم يصف الليالي:

إن الــــلـــــيـــــالــــــي لــــلأنـــــام مـــــنــــــاهِـــــــل      تُطوى وتُنشَرُ دونها الأعمارُ

فقِصارُهُنَّ مع الهموم طويلةٌ             وطوالهنَّ مع السرورِ قِصارُ

هلال رمضان

يقال في اللغة أهللنا بشهر كذا، وأهلَّ الهلال واستهَلَّ. وغُرَّة الشهر أول ليلة منه، سُمّيت بذلك لأن الهلال يظهر فيه كالغُرَّة في وجه الفرس. ويقال لآخر ليلة منه السّرار، لأن القمر يَسْتَسِرُّ أي ينكتم ويخفى كما يخفى السر المكتوم، وهو مُحاق الشهر لأن الشهر ينمحق فيه ولا يبقى له أثر.

قال محمّد بن أبي بكر الأرموي يصف هلال الشهر:

أما ترى مُسْتَهَلَّ الشهر حين بدا   هلاله والدُّجى تسطو غياهِبُهُ

كأنما الدجْنُ فيه والهلال معًا       شيخ من الزّنْجِ قد شابت حواجِبُهُ

وللقمر من أول ظهوره إلى آخر سراره أسماء: الهلال، والزّبْرِقان والزَّمْهَرير والبدر والساهُور وابن جُمَيْر.

وقيل في تسميته «بدرًا» قولان: أحدهما أنه اشتق له من كونه يبدر بطلوعه غيبوبة الشمس، وقيل سمّي بدرًا لتمامه وامتلائه كالبدرة. والعرب أخذت تسمية القِمار من القمر لأن لاعبه يتغير فمَرَّةً له ومرةً عليه.

والفجرُ أول ضوء تراه في الصباح ويقال له ابن ذُكَاء، وذُكَاءُ من أسماء الشمس.

وورد في الكتاب العزيز في سورة البقرة/187:
﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِوالعرب تُشبّه رقة البياض البادي من الفجر أوّلًا ورِقّة السواد الحاف به بخيطين أبيض وأسود على جهة الاستعارة والتمثيل، قال الشاعر:

فلما بَصرتُ به غدوة        ولاح من الفجر خيط أنارا

فاستدل الفقهاء على أن النهار من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعلى ذلك العمل في الصوم والصلاة وغير ذلك من جميع ما يناط به حكم شرعي. قال الخليل بن أحمد: «إن النهار من طلوع الفجر»، واستدل بقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ سورة هود/114.