قال المحدث الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله رحمة واسعة:

الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على سيّد المرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين. 

الواجب على الإنسان أن يبذل جهده في أداء الفرائض واجتناب المعاصي، هذا حال المسلم المتيقّن المهتمّ لآخرته، ثم من أعظم الذنوب ترك تعلّم علم الدين، هذا من أكبر الكبائر، الذي لا يتعلّم ما فرض الله عليه من علم التوحيد ومن علم الأحكام علم الصلاة والصيام والزكاة والمال الحلال والمال الحرام وما أشبه ذلك، فقد ارتكب ذنبًا كبيرًا وهذا يكفيه ذنبًا، وكثير من أهل هذا الزمن يعيشون من دون أن يتعلّموا علم الدين الذي هو فرض مؤكد على كلّ رجل وامرأة، هؤلاء على خطر عظيم، من أراد السلامة يتعلّم علم الدين، ثم يعمل على حسب ما تعلّم، يؤدّي الواجبات ويجتنب المحرمات، فإن تعلّم وطبّق ما تعلّمه بالعمل، يكون على خير وعلى حال حسن.

أما الذي لا يتعلّم علم الدين، فقد يُكثر من الصلاة والصيام والصدقات والذكر فيظنّ أنه على حال عظيم، وهو ليس له من ذلك شىءٌ، لأنّ هذه العبادات التي عملها غير موافقة للشرع فيخيب ظنّه، لا يجد شيئًا مما كان يظنّه ذخرًا له في الآخرة.