يحاول التّلاميذ جهدهم التّركيز في غرفة الصّفّ. لكن أحيانًا، تُوكَل إليهم مهمّة صفيّة أو أخرى يرى بعضهم فيها تحدّيًا فتميل الدّفّة إلى الشّرود. ولا أتحدّث هنا عن اضطراب بل الشّرود الطّبيعيّ الّذي يطرأ على بعضنا لأسباب جمّة. فإذا وُجد أحد التلاميذ عن الانتباه بعيدًا، لتُعتمد النّقاط الآتية:
أ. المنهاج
يقال: «مَنْ طلب العلم جملة فاته جملة». تقسيم المناهج تلاؤمًا مع الفئات العمريّة ومهاراتها الذّهنيّة والحركيّة يساعد على التّركيز. ويعاكس ذلك الخطأ التّربويّ الشّائع بنقل أهداف تربويّة لصفوف عليا كالأوّل ثانويّ إلى صفوف دنيا كالسّابع الّذي يزيد من شرود الطلّاب لأنّه يطرح لهم ما يتجاوز مَقدِراتهم. عندها يتعمّد العديد- نعم يتعمّد- الشّرود كونه يرى الأهداف صعبة المنال!
ب. على المقاس
تقسيم الهدف الواحد إلى اثنين أو عدّة بدءًا بالأسهل ووصولًا إلى الأكثر تحدّيًا يزيد من انتباه التّلميذ. فمن الممكن مثلًا أن تقسّم المعلّمة المهمّة إلى قسمين للتّلميذ ثمّ الطّلب منه بالمجيء إلى طاولتها لمساعدته على الحركة بين كل قسم وآخر ليعرض عليها ما أنجز. كما أنّ اعتماد الأسئلة بين كل تمرين وآخر يعين على تفادي الشّرود. ومن المهم أن تتذكّر المعلّمة أنّ الأبحاث تشير إلى ارتباط مدّة تركيز الولد بعمره فهي دقيقتان إلى خمسة مقابل كل سنة عمريّة.
ج. وسائل الإيضاح
استخدام أفلام الفيديو والصّور المتلائمة وغيرها يزيد من الانتباه في الصّف لا سيّما أنّ المتعلّمين منذ الثمانينات أصبحوا «بصريّين».
د. المذاكرة
قَيْدُ العلم مذاكرته. تذكُّر القاعدات والأسس الرئيسة الّتي تربط ثنايا المادّة ببعضها واعتماده روتينًا يوميًّا من العوامل المساهمة في التّركيز.
هـ. النّشاط الرّياضيّ
إذا تشتّت انتباه المتعلّم، يمكن للمعلّمة أن تعرض عليه الوقوف ثمّ الجلوس في مكانه وهكذا تكرارًا بحسب الحاجة أو حتّى التنقّل خلف مقاعد زملائه. وأحيانًا، يمكنها أن تقدّم له كرسيّها للجلوس قريبًا منها. وأن تفسح له المجال بالخروج للتّمشي بالملعب أو الرّكض بحسب الحالة. وهنا قد تتعجّب بعض المعلّمات قائلات: «لا يسمح العمل أو النّاظر بذلك». فأقول بناء على تجارب شخصيّة إنّ المرونة في التّنسيق المسبق والقوّة في التّحضير تسهّلان العمل. كما أنّ معرفة المعلّمة بشخصيّات تلاميذها يساعد أيضًا في تحقيق الهدف.
«أنا هنا» عبارة قد يقولها تلميذ ليجذب انتباهك أيّتها المعلّمة، فمدّي له يد العون..