الـحـمد للّه ربّ العالـمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الـحسن صلوات الله البرّ الرحيـم والـملائكة الـمقربين على سيّدنا مـحـمّد وعلى جميع إخوانه من النبيّين والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين.
تَسْعَى المرأةُ المسلمة التقية الملتزمة بتعاليم دينها في خِضَمّ الأمواج العاتية المظلمة التي تواجهها مِنْ قبل الملحدين المارقين أعداء الدين جاهدة صابرة مُحْتسبة للوصول إلى ما يُثقل ميزان حَسَناتها يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى وهو مُسلم مؤمن بقلب سليم من الشرك والضلال، وقد أكرم الله تبارك وتعالى هذه المرأة المسلمة الملتزمة بأمور دينها المدافعة عن دينها بأن جعل لها أبوابًا للخير كثيرة تدخل بها في الآخرة بفضل الله وكرمه جنّات النعيم حيث أَعَدَّ الله تعالى لعباده المتقين النعيم المقيم الدائم الذي لا ينقطع… ولهم فيها من النعيم ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فما هو الردُّ الصّارم الكاوي من قبل هذه المرأة المسلمة المتعلّمة الملتزمة في مُواجهة هؤلاء الجهال الملحدين المارقين أذناب الكَفَرة وأفراخ الملاحدة الذين يُنَاهِضون دين الإسلام والقرءان الكريم والسُّنّة النّبويّة الشريفة جَهْلًا منهم أو عنادًا…
ولَكم سَمِعنا مِنْ هؤلاءِ أدعياء التطور والحضارة كَلامًا فيه تمويه على الناس وخاصة عوام النساء، يَصُبُّ كله في هدف واحد واضح خبيث ألا وهو الطّعْنُ في الشريعة الإسلامية السمحاء، وتشكيك المسلمين في أمور دينهم وعقائدهم، ولكن الحقَّ أكبر من أن يتزلزل بهجمات هؤلاءِ المبطلين الملاحدة…
ومما قال هؤلاء الملاحدة أدعياء التطور والحضارة للمرأة المسلمة الملتزمة بدينها المعتصمة بشريعة نَبيّها الرسول الأعظم ﷺ: «إن الإسلامَ يظلم المرأة، ويُقيّدها بأغلال وسَلاسلَ، ويجعلها أسيرة عند الأب والأخ ثم الزوج والابن».
– قالت المرأة الملتزمة مِمّنْ نَوّرَ اللهُ تعالى قلبها بنور الإيمان: «الحقيقة الساطعة أن الإسلامَ دينُ حق وعدل، أنصف المرأة المسلمة وأعزّها وأكرمها وحَثّ وَحَرّضَ الأبَ والأخ والزوج على الإحسان إليها وإكرامها والرفق بها، كما قال الرسول الأعظم ﷺ: «رِفْقًا بالقوارير» رواه ابن الأثير.
وقال النّبيّ ﷺ: «استوصوا بالنساء خيرًا» رواه أبو هريرة. وأمر الإسلام الابن البالغ ببرّها وتوعده بالعذاب إن آذاها بغير حق.
– قالوا لها: «حَبَسَكِ زوجُكِ في قفص باسم الزوجية».
– قالت لهم: «بل أقولُ تَوَّجني زوجي الملتزم الذي يعرف حقوق زوجته عليه مَلِكة في مَمْلكته الصغيرة وأقعدني على عرشِ قلبه مُعَزَّزةً مُكرّمة».
– قالوا لها: «لَهُ عليك حقوقٌ كثيرةٌ يجب عليك فِعلُها».
– قالت لهم: «ولي عليه حقوق كثيرة يجبُ عليه فعلها».
– قالوا لها: «ليس لكِ أن تخرجي من بيته إلا بإذنه فأنت إذن امرأة محبوسة في قفص الزوجية».
– قالت لهم: «إني إذن مَحْميةٌ ومَصونة مِنَ الضَّياع ومن الفساد والمفسدين، وما أكثرهم وخاصة هذه الأيام».
– قالوا لها: «بيدهِ طَلاقُكِ متى شاءَ وأرادَ ولو بدون سَبَب منكِ».
– قالت لهم: «لقد اختارني زوجي من بين كل النساء بحرّيته وإرادته، واخترتُ الموافقة عليه بإرادتي وأنا أعلم كما تعلمتُ في العقيدة
الإسلامية أن القلوب يتصرف بها اللهُ تعالى كما يشاء، فالقلوب تتقلّب بمشيئة الله، وكذلك الأحوال تتغيّر بإذن الله تعالى ومشيئته، فإنْ
كانت المعاشرةُ لي بالمعروف مَفْقودة فالتّسْرِيحُ لي بإحْسَان يُبَلْسِمُ جُروحي، وفي النهاية لا يكون إلا ما قَدَّرَ الله تعالى، فأنا في الحالين مَدْعُوّةٌ لطاعة الله تعالى، فإمّا أن أبلُغَ الجنة برضا زوجي عليّ كما قال الرسول المصطفى ﷺ: «أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة» رواه ابن ماجه، وإمّا أن أبلغَ الجنة بالصبر على فراقِ الأحبةِ أو على أذى مِنْ بعض البَشَر، فهذه الدنيا لا تَصْفو لأحد وهي دار بلايا ومصائب».
– قالوا لها: «أنت قد تعملين وتشتغلينَ في الخارج والداخل، فأنت بذلك تتعبينَ أكثر من الرجل في تربية الأولاد».
– قالت لهم: «هل تعلمونَ أن عملي في الخارج والداخل هو تطوّع مني للتعاون مع رُبَّانِ سَفينة أسرتي ورفيق حياتي للتخفيف عنه، مبتغية الثواب من الله تبارك وتعالى، فهو إذن خيار
–لم يجبرنا عليه الزوج وليس له شرعًا أن يجبرنا عليه– فهو خيار مني للسّير بالأسرة إلى برّ الأمان، نَمْخر معًا عباب هذه الحياة الصعبة متعاونين متكاتفين، وهو أولًا وأخيرًا زوجي وهو رفيق عمري وأبو أولادي وهو مُعيلي وَمُعيل أولادي وجِسْر بيتي، فأينَ يتعارض ما أفعل مع شعاراتكم بالتعاون، سوى أنني أنوي بعَمَلي هذا كَسْب الثواب في آخرتي بهذا العمل وهو جني وكَسب المال الحلال لأكرم به زوجي رفيق دربي وأولادي أكبادي…
وأما الحمل والإنجابُ فأنا فيه أُلبّي حاجاتي الــطــبــيــعــيــة… الـــجـســديـة والــمـعـنـوية ســـاعـيـةً للحصول على أسرة تُعْطيني وأعطيها الكثير من الحنان والسكينة والفرح.
وأما الحضانة فهل تعلمون أن الزوج هو العمدة في ذلك، والمرأة تساعده إن شاءت إحسانًا منها وطلبًا للأجر من الله تعالى».
– قالوا لها: «له أن يتزوج عليك متى شاء مثنى وثلاث ورباع».
– قالت لهم: «الأصلُ في الشرع جواز تعدد الزوجات، والله عزّ وجلّ ما أحَلَّ لنا شيئًا إلا لحكمة سامية، لكن نُذكركم أيها الملحدون المارقون أن النظر بشهوة إلى غير المرأة الحليلة محرم في الإسلام، فكيف بأكثر من ذلك؟؟ من نحو خلوةٍ بهذه المرأة أو لَمْسٍ لها أو مُقَدّمات
زِنى كتقبيل ومفاخذة وغيرهما مما يفعله الملايين من الرجال ممن ينتقد الإسلام ويطعن به على حِلّ تعددِ الزوجات، وهم غارقون ومتلوثون بتعدد الزنى والغرق في الفواحش والرذائل».
– ثم قالت لهم: «نعم أجاز الله في شريعة سيّدنا محمّد ﷺ للرجل المسلم الجمع بين أربعة من النساء، والحِكَمُ في ذلك كثيرة ومنها المراعاة لقوة الشهوة عند الرجال وحاجاتهم الجنسية، ومنها المراعاة لطبيعة المرأة مِنْ حيث حاجاتها وحَمْلها ونفاسها بعد الولادة، ثم فترات الإرضاع وغير ذلك من حكم سامية، وليست الحضارة المدنيَّة والتحضر والتطور كما تزعمون في تعاطي الزنى والعلاقات الجنسية المحرمة بين الرجال والنساء كما يفعل اليوم بعض أدعياء الحرية والحضارة في الغرب، ولا في الجمع بالحرام بين أكثر من امرأة أو أكثر من رجل في علاقة جنسية واحدة».
– ثم قالت لهم في الختام: «إن الفجورَ سِمَتكم وتُسَمّونه تحرُّرًا وحرية، والانغماس في المعاصي والفواحش الجنسية المتعددة تسمونه انطلاقًا وما ذاك إلا لجهلكم وظلمة قلوبكم واختلال موازين عقولكم، فأنتم لا تعرفون عِزّ الطاعة فأطلقتم على ذلّ المعاصي اسم التحرّر، وأنتم لا تعرفون طُمأنينة القلب وسَكينته بذكر الله تعالى وطاعته فَلَجأتم إلى الخمور التي تخامر العقول وتُضيّعها مع نشوة وطرب.
وأنتم لا تعرفون سَعَادة الإيمان وحلاوته فلجأتم إلى المخدرات تُنسيكم أنفسكم الفارغة ويأسكم وضياعكم.
– وفي الختام قالت لهم المرأة المسلمة الملتزمة: «صَدَق اللهُ ورسوله وعَظُمَت شريعة ربّنا وجَلَّتْ عن كل نقص وسوء، وكَذَب هؤلاء الأفاكون الذين يذرون الرماد في العيون ويريدون قَلْبَ الحقائق ليهدموا المعاني السامية في الشريعة الإسلامية المطهرة… خسروا وخسئوا فإنَّ الإسلام أمتن وأقوى من أن تناله أيديهم المتلوثة بالتهديم، والله ناصـــــــــــرُ دينه وشـــــــرعه قال الله تعالى:
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ( 227)﴾ سورة الشعراء».
والله تعالى أعلم وأحكم وهو حسْبنا ونعم الوكيل…