عزيزتي يومياتي…

أكتب اليوم فيك نصائح لمن يقرؤك ويعتبر… وأخاطب عبرك من يتفكر.

ما لك في كثير من الأحيان تنسى الإحسان؟ 

تنسى اللطف مع من هم أضعف منك بدنًا أو أقل غنى أو جاهًا أو شأنًا في المجتمع أو أولئك الذين مِن وظيفتهم خدمتك أنت وأسرتك؟

هل تناسيتَ أن كرامة الشخص عند الله تبارك وتعالى بتقواه؟ فكم من أناس قد نعتبرهم من اعتدادنا بأنفسنا أو حتى تكبّر بعضنا أوضعَ منا منزلة وهم لو أقسموا على الله لأبرَّهم؟

ما بك تأمر وتنهى بتجهّم، ولا تتحمل من الغير كلمة ولا تعطف؟ كيف بك إذا انقلبت بك الدنيا وصرت في حالة الضعف؟ ألا تخشى أن يأتيك من يعاملك بالمثل أو يظلمك تشفّيًا؟

لمَ لا تبتسم؟ أنسيتَ أنّ تبسّمك في وجه أخيك صدقة، وأن في تبسّمك جبر خاطر أو إسعاد حزين؟ تبسَّمْ وتلطَّفْ وترفَّقْ… فإنّ الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف… حتى في إحقاقك للحق تحلَّ بالحكمة والجأ إلى الموعظة الحسنة تجد لدعوتك قَبولًا وأثرًا طيّبًا في النفوس.

اعطف على خدمك ولا تحمّلهم فوق طاقاتهم، وتواضع مع أهل بيتك. صل رحمك وأحسن إلى جارك تجد ثماره يوم القيامة في ميزانك. أحِبَّ لأخيك ما تحبّ لنفسك ولا تكن مع عامل التنظيف وبائع الصحف في الشارع أو من يسألك مساعدة فظًّا غليظًا، فكم من دعوة مظلوم كانت سببًا في تغيّر الأحوال من رخاء إلى شدة ومن سعة إلى تقتير.

ارفق بالحيوان أيضًا فلا تعذّبه ولا تمثّل به، ولا تغفلنّ عن قصة امرأة ارتكبت كبير ذنب وكانت في مكان ما فصادفت كلبًا يكاد يهلك من العطش… أشفقت عليه وخافت عليه من الموت فنزعت حذاءها ووضعت له فيه ماءً من بئر قريب وسقته حتى ارتوى… غفر الله لها بعملها هذا… ففي كل كبد رطبة أجر كما روى البخاري عن النّبيّ محمّد ﷺ. ولا تغِب عنك أيضًا قصة المرأة الأخرى التي يُروى أنها دخلت النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها وسقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض أي الحشرات.

قال الله تبارك وتعالى: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ ٦٠ سورة الرحمن، فلا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، وبادر إلى الإحسان في تفاصيل يومك… فوجوه الإحسان كثيرة استغلّ منها ما استطعت لتحظى بالرضا والقَبول… ابذل الخير ما قلَّ منه وما كثر في سبيل الله… بادر بالسلام وصلة الأرحام… وليلقَ منك الناس حلو تصرف وكلام…