الحمد للّه ربّ العالمين وصلّى الله وسلّم على سيّد المرسلين وعلى آله الطيّبين الطاهرين. 

عليك بتقوى الله وحفظ اللسان وحفظ العين في كلّ أوقات الإحرام. جعل الله للحجّ مزية ليست للصلاة ولا للصيام ولا للزكاة، وهي أنه يُكفّر الكبائر والصغائر لقوله ﷺ: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» رواه البخاري. الذي يحجّ من مال حلال ونيّته صحيحة لوجه الله تعالى ليس لأن يمدحه الناس، ولا لأن يحترمه الناس ويخاطبوه «يا حاج»، إنما قصده ابتغاء الأجر من الله، وكان المال الذي حجّ به حلالًا وعقيدته صحيحة، يعتقد أن الله موجود لا هو كالإنسان ولا هو كالشمس والقمر ولا هو كالروح ولا هو كالهواء، ولا هو متحيّز في مكان أو في جميع الأماكن، موجود بلا مكان، فإن الله يغسله من ذنوبه ويرجع كيوم ولدته أمّه.