أيام الجاهلية كان الماشي في أنحاء الجزيرة العربية يسمع من ناحية صريخ أمّ تبكي ألم الولادة ولا تَلبث زمنًا حتـى تبكـي فُرقة ابنتِها تُسلب من حِضنها… ومن ناحية أخرى صريخ الفتاة الرضيعة… تُوأد تُدفَن حيّة خشيةَ العار… كانت تُطمَرُ تحت التراب قبل أن ترى من الدنيا إلا الطريق بين الحجرة التي وُلدت فيها والحفرة التي تضمُّ جسدَها الصغير… كان الناس في ذاك الوقتِ يعيشون في الظلام… ليس ظلامًا حِسيًّا ليس ظلامَ الليل… بل هو ظلمة القلوب ظلمة الجهل والشرك والكفر… وقد كان سرى حديثًا أن نبيّ آخر الزمان اقترب قدومه…