لما بلغ عليه الصلاة والسلام ستّ سنين خرجَت به أمّه إلـى المدينة إلى أخواله بني عدي بن النجار ومعها بركة أم أيمن تحضنه، فأقامت أمّه به عندهم شهرًا ثم رجعت فمرضت في الطريق فماتت ودُفنت بالأبواء فقبرها هنالك، ولما مرّ رسول الله ﷺ بالأبواء في عمرة الحُديبية زارَ قبرها وبكى.

ولما دُفنت أمه عليه الصلاة والسلام عادت به أم أيمن إلى جده عبد المطلب بمكة، فضمّه إليه ورَقّ عليه رقّةً لم يرقّها على ولده وقرّبه وأدناه. ويُروى أن قومًا من بني مدلج قالوا لعبد المطلب: احتفظ به فإنّا لم نر قدمًا أشبه بالقدم التي في المقام منه. ولما بلغ رسول الله ﷺ ثمان سنين حضرت عبدَ المطلب الوفاةُ فأوصى أبا طالب عمَّه بحفظه، فلما توفي جدُّه عبد المطلب كان رسول الله ﷺ في كنف عمّه أبي طالب وكان يحبّه حبًّا شديدًا ويُقدّمه على أولاده.