كان أهل الكتاب يعرفون صفة نبيّ آخر الزمان لما ذكر في كتبهم، وقد وجدوا تلك الصفة في محمّد عليه الصلاة والسلام، وإنما منعهم من تصديقه الحسد والبغي.
وقد قال كعب الأحبار: نجد نعت رسول الله ﷺ في التوراة محمّد بن عبد الله، مولده بمكة، ومهاجره المدينة، لا فظّ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق.
وعن ابن عباس أنه قال: كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النّبيّ عليه الصلاة والسلام عندهم قبل أن يبعث وأن دار هجرته المدينة، فلما ولد رسول الله ﷺ قالت أحبار اليهود: ولد أحمد الليلة، فلما نُبّئ قالوا: قد نُبّئ أحمد، يعرفون ذلك ويقرّون به ويصفونه، فما منعهم عن إجابته إلا الحسد والبغي.