ماذا تفعلون إذا قيل لكم إنّ معطف الفرو لا يدفئ؟ قد تحتاجون إلى إثبات ذلك بعدد من التجارب. لنبدأ مثلًا بالتجربة التالية: نأخذ ميزان حرارة ونسجل درجة الحرارة داخل الغرفة، ثم نضعه داخل المعطف، ونعود بعد عدة ساعات فنقرأ درجة الحرارة نفسها التي سجلناها قبل وضعه داخل المعطف. أمّا التجربة الآتية فتكون بوضع كيس من الثلج داخل المعطف ونعود بعد ساعات لنجد بأنّ الثلج لم يبدأ بالذوبان. فكيف نشعر إذًا بالدفء عند ارتداء المعطف؟
إنّ المصباح والموقد وجسم الإنسان تعتبر من المصادر الـمُنْتِجة للحرارة. أمّا المعطف فليس من المصادر المنتجة للحرارة فلا يمكن أن يُعطي حرارته للجسم. ولكن إذا تأمّلنا أكثر في التجارب السابقة، نستنتج أنّ المعطف يحافظ على الحرارة التي في داخله. فالجسم يُولّد الحرارة والمعطف يحول دون تسرب حرارة الجسم إلى الخارج، فنشعر بالدفء. ولهذا السبب، فإنّ بعض الحيوانات ذات الدم الحار، تشعر بالدفء عندما تكون أجسامها مغطاة بالفرو.

والثلج يشبه معطف الفرو من هذه الناحية، فهو يدفئ الأرض، لأنه موصل رديء للحرارة فيُعرقل تسرّب الحرارة من الأرض إلى خارج الثلج. فإذا استخدمنا ميزان الحرارة سنلاحظ أنّ حرارة الأرض المغطاة بطبقة من الثلج أعلى من درجة حرارة الأرض غير المغطاة بالثلج.

وهكذا، فإنّ الإجابة على سؤال «هل يدفئ معطف الفرو أجسامنا؟» تكون: «إنّ المعطف يساعدنا على الاحتفاظ بحرارة أجسامنا لتكون العمليّة عبارة عن تدفئة أجسامنا بأنفسنا». ويمكننا أن نقول بأن أجسامنا هي التي تدفئ المعطف، وليس العكس.