الدين الإسلاميّ هو الدين الحقّ الذي تؤيّده العقول السليمة، وهو المناسب لكلّ زمان، وهو دين جميع الأنبياء من أوّلهم آدم إلى آخرهم محمّد صلّى ﷲ عليهم أجمعين وسلّم، الّذين أرسلهم ﷲ لهداية الناس إلى الخير والصلاح وإرشادهم إلى تقوى ﷲ تعالى وأمْرِهم بالتمسّك بهذا الدين إلى آخر العمر. 

وتقوى ﷲ تكون بأداء ما افترض ﷲ تعالى واجتناب ما حرّم، فمن فعل ذلك يكون تقيًّا، وأوّل هذه الواجبات معرفة ﷲ تعالى ومعرفة رسوله محمّد ﷺ مع التصديق بذلك.

فمن عرف وصدّق وجب عليه النطق بالشهادتين إن كان كافرًا وأراد الدخول في الإسلام لأنه لا يكون الإيمان مقبولًا من دون النطق بالشهادتين، وأمّا المسلم فيجب أن ينطق بالشهادتين في كلّ صلاةٍ لصحّة الصلاة عند الإمام الشافعي.

والشّهادتان هما: أشهد أن لا إلـٰه إلّا ﷲ وأشهد أنّ محمّدًا رسول ﷲ ﷺ.

ومعنى شهادة أن لا إلـٰه إلّا ﷲ: أعترف بلساني وأعتقد بقلبي أن لا معبود بحقّ إلّا ﷲ تعالى فقط.

ومعنى شهادة أنّ محمّدًا رسول ﷲ: أعترف بلساني وأذعن بقلبي أنّ سيّدنا محمّدَ بن عبد ﷲ ﷺ مرسل من عند ﷲ إلى كافّة العالمين من إنسٍ وجنّ، صادقٌ في كلّ ما يبلّغه عن ﷲ تعالى ليؤمنوا بشريعته.

والمراد بالشّهادتين نفي الألوهيّة عمّا سوى ﷲ وإثباتها للّه تعالى، مع الإقرار برسالة سيّدنا محمّدٍ ﷺ.

قال ﷲ تعالى في سورة الفتح: ﴿وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13)﴾.