بعد أن خلق ﷲ تعالى الماء والعرش، خلق القلم الأعلى ثمّ اللوح المحفوظ ثمّ سائر المخلوقات. 

القلم الأعلى واللّوح المحفوظ:

ورد في وصف اللوح المحفوظ أنّه من درّة بيضاء حافتاه ياقوتة حمراء، عرضه مسيرة خمسمائة عام.

أمر ﷲ تعالى القلم أن يكتب فجرى بقدرة ﷲ تعالى من غير أن يمسكه أحد من خلقه، فكتب على اللّوح المحفوظ ما كان وما يكون في الدنيا إلى نهايتها. ثمّ بعد ذلك بخمسين ألف سنة خلق ﷲ السماوات والأرض في ستّة أيّام، فلا يولد إنسان ولا تنزل قطرة ماء من السّماء إلا على حسب ما كتب في اللوح المحفوظ.

الأرض:

الأرض التي نحن عليها هي واحدة من سبع أرضين خلقها ﷲ تعالى وهي أعلاها، وكلّ أرض منفصلة عن الأخرى، وفي الأرض السّابعة يوجد مكان يسمّى «سجّين» وهو مكان أرواح الكفّار بعد بلى أجسادهم إلى أن يبعثوا، وجهنّم تحت الأرض السابعة وهي النّار الّتي توعّد ﷲ بها الكفار والعصاة من عباده. وكان خلق هذه الأرض في اليومين الأوّلين من الأيّام الستّ.

السماوات السّبع:

بعد أن خلق ﷲ تعالى الأرض خلق السماوات السبع، وهي أجرام صلبة رفعها ﷲ بغير عمد، منفصلة بعضها عن بعض، بين الواحدة والتي تليها مسافة خمسمائة عام، ولكلّ سماء باب.

ومن شدّة بعد السماء الأولى عن الأرض وعجز الإنسان عن إدراكها يعتقد بعض الغربيّين أن الفضاء الذي فيه النّجوم والكواكب هو جملة هذا العالم، ويعتقدون باطلًا أنه ممتدّ إلى ما لا نهاية له ولا عبرة بكلامهم لأن ﷲ تعالى أخبرنا في القرءان ونبيّه ﷺ أخبرنا في حديثه عن هذه الأمور بخلاف ما قالوا. وفوق السّماء السابعة توجد الجنّة.

مرافق الأرض

وبعد خلق السماوات السبع خلق ﷲ تعالى مرافق الأرض كالأنهار والأشجار والجبال وغيرها.

آدم عليه السلام

ثمّ خلق ﷲ تعالى آدم في آخر اليوم السادس وهو يوم الجمعة وآدم هو آخر المخلوقات من حيث الجنس وأوّل الأنبياء خلقه ﷲ تعالى من تراب الأرض بعد أن خلطه الـملك بأمر ﷲ بماء من الجنّة، وخلق من ضلعه الأيسر حوّاء، وكان خلق الملائكة والجنّ والبهائم قبل خلق آدم.